السبت، 31 مارس 2012

الأسد الذي اغتال مدربه









ربما البعض منكم يعلم بقصة الأسد الذي اغتال مدربه


((محمد الحلو)) 


و قتله غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة


و ما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان 


واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمان ...




و القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين




في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق الجمهور الحاضر


بعد نمرة ناجحة مع الأسد المسمى




((سلطان))


و في لحظة قفز الأسد على كتفه من الخلف 


و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهره .


و سقط المدرب على الأرض ينزف دماً و من فوقه الأسد الهائج ..


و اندفع الجمهور و الحراس يحملون الكراسي




و هجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد وتمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان ..


ومات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام


..


أما الأسد سلطان فقد أنطوى على نفسه في حالة اكتئاب و رفض الطعام ..


و قرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسداً شرساً لا يصلح للتدريب ..


و في حديقة الحيوان




استمر سلطان على إضرابه عن الطعام




فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة و طردها و عاود انطواءه و عزلته و اكتئابه ..


و أخيراً انتابته حالة جنون فراح يعض جسده




و هوى على ذيله بأسنانه فقضمه نصفين .. 


ثم راح يعض ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدربه ، 




وراح يأكل منها في وحشية و ظل يأكل من لحمها حتى نزف و مات ..


واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ... 


ندم حيوان أعجم و ملك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى الوفاء و أصاب منه حظاً لا يصيبه الآدميون ..


أسد قاتل أكل يديه الآثمتين


..


كانت آخر كلمة قالها ((محمد الحلو)) و هو يموت .. 


أوصيكم أن لا تقتلوا سلطان ..


وصية أمانة لا أحد يقتله ..






هل سمع الأسد وصية مدربه ؟




و هل فهمها .. و هل عرف معنى الندم ؟




و هل عاقب نفسه على جريمته ؟




درس بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية التي تأكل شعوبا




و تقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية




و هي تقرع الكؤوس و تتبادل الأنخاب و كأنه لا شيء حدث


.. 
و درس للذي يقتل إنساناً بريئاً طمعاً في متاع الدنيا الفاني ثم ينام قرير العينين


..




إني أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان ...




بل إني لأظلمه و أسبه حين أصفه بالإنسانية


... 


■ ■ ■
منقول
د. مصطفـى محمـــود
من كتـــــاب : رأيت الله

الخميس، 29 مارس 2012

تاريخ الاخوان الاسود

الإخوان بين التوجه ....وتلوين الخطاب







كتبت : سمر المليجي

يكشف الكاتب "عبد الرحيم علي" في كتابة (الإخوان المسلمون-قراءة في الملفات السرية)، الستار عن الخبايا والمسكوت عنه في تاريخ الإخوان المسلمون، متنقلاً بين الوثائق والملفات السرية ، مستعرضاً تاريخهم الوصولي منذ النشأة في عام 1928 وكيف انزلق الإخوان في مستنقع الانتهازية متاجرين بالدين على يد مؤسسهم "حسن البنا" وذلك وفقاً لتعبير الشيخ "أحمد السكري" صديق عمره ورفيقه في تأسيس الجماعة، مدللاً على ذلك بطبيعة وتذبذب علاقاتهم بالقصر، الذي دعموه ثم ناصبو له العداء، وحزب الوفد الذي هادنوه ثم انقلبوا عليه، مروراً بعلاقتهم بعبد الناصر ثم السادات انتهاء بالرئيس المخلوع مبارك، كما ينتقد الكاتب اعتمادهم على التلاعب بالدين تحقيقاً لمصالحهم السياسية مستخدمين خطاب ديني مضلل ومراوغ، هذا فضلاً عن علاقتهم المشبوهة بالاحتلال الانجليزي وأمريكا
وسنستعرض ذلك الكتاب القيم من خلال عدة حلقات ، نبدأ أولها عن تاريخ الإخوان منذ النشأة وحتى عصر مبارك وتقلب مواقفهم مع القوى السياسية المختلفة خلال تلك الفترة وفقاً لمصالحهم
الملكية تستعبد المصريين ..والإخوان يمجدون "فؤاد "وينافقون "فاروق"
فعلى الرغم من مساوئ العصر الملكي الذي عاش فيه المصريين عهوداً من الإستبداد والفقر والظلم والسخرة، فقد حرص (البنا) على توطيد علاقته بالقصر منذ نشأة الإخوان، فعملوا على إزجاء المديح للملك (فؤاد) والثناء عليه، وتوالت مراثيهم له بعد موته معتبرينه حامي الإسلام ورافع رايته، وفي عام 1937 كتب "حسن البنا" تحت عنوان (حامي المصحف) واصفاً الملك "فاروق" بأنه حامي المصحف الذي يبايعه الجميع وعلى استعداد للموت بين يديه جنوداً للمصحف وأن الله قد اختاره واصطفاه ملكاً،  وذلك على الرغم من تاريخ الملك فاروق الفاسد أخلاقياً والغارق في الملذات، ويبرر "عمر التلمساني" الاستعراض الحافل الذي أقامته جوالة الإخوان للاحتفاء بالملك فاروق بأنه استعراض لقوة الإخوان أمام الملك لجذب اهتمامه ولصرفه عن المنكرات!!!
ولم يكتفي "البنا " بذلك بل طالب بتتويج "فاروق" وفقاً لمراسم دينية يشرف عليها الشيخ "المراغي" شيخ الأزهر في ذلك الوقت، ووصف عدم تنفيذ ذلك بالأثم العظيم، وعندما خرجت الجماهير لتهتف (الشعب مع النحاس) هتف الإخوان (الله مع الملك)، ويصف الكاتب والمؤرخ "ريتشارد ميشيل" جوالة الإخوان  في ذلك الحدث وغيره بأنها كانت تقوم بدور شرطة القصر
وعلى الرغم من تأكيدات "البنا" على أن الإخوان ليسوا حزب سياسياً ولا طامعين في السلطة بل هم دعاة وحدة وسلام ووئام، فقد برر "البنا" في عام 1945 تبني الإخوان للعمل السياسي بحجة تنافر الأحزاب مصرحاً بأنه في حالة تخلف قادة الشعب عن تولي الأمور فأنه سيتقدم ليقود الشعب، ثم تأتي تصريحات "السكري" التي أكد فيها تلون "البنا" حسب الحكومة التي تتولى السلطة ومدى قربها أو بعدها من القصر والملك لتثبت كذب تصريحات "البنا" الأولى ولتؤكد النهج الإنتهازي للإخوان
الإخوان والقوى السياسية مابين مهادنة ووشاية وخيانة
تأرجحت علاقة الإخوان بالتيارات والأحزاب السياسية بين وفاق وشقاق وفقاً لدفة مصالحهم، كما اتبع الإخوان سياسة الإقصاء والمحاربة لمختلف التيارات طمعاً في انفرادهم بالساحة السياسية، فلم يتوانوا عن التعاون مع الإحتلال والقصر للتخلص من مختلف القوى الوطنية، كما انتهجوا سياسة التصفية الجسدية مع كل من خالفهم
فقام الإخوان باتهام "مصر الفتاة" بالتناقض وأدانوهم لتغير انتماءاتهم الفكرية، دون الالتفاف إلى تناقضهم هم ذاتهم، حيث تبني الإخوان برنامج ذو طابع إسلامي عالمي، في حين رفعوا شعار قطري (مصر فوق الجميع)، وانتهت صراعاتهم مع "مصر الفتاة" باغتيالهم لأحد شبابهم في قرية (كوم النورس) في مارس 1948
ورأى الإخوان في قوى اليسار والشيوعيين خطراً كبيراً خاصة بعد أن لاقوا شعبية كبيرة بين الطبقات الفقيرة البائسة من خلال برامجهم عن العدالة وحقوق الفقراء، فعمدوا إلى تشويههم فقال عنهم "محمد الشافعي" إنهم أخطر من التبشيريين وإنهم سيهدمون المساجد ويمنعون العبادة ويبيحون الأعراض ويذلون الأديان، ووصل الأمر بالإخوان إلى حد التحالف مع الغرب  وأمريكا لضرب قوى اليسار، فطلب "البنا" من "فيليب ايرلاند" السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالقاهرة في 29 أغسطس من عام 1947 إنشاء مكتب مشترك بين الإخوان والأمريكان لمكافحة الشيوعية على أن يكون أغلب أعضاءه من الإخوان، وأن تتولى أمريكا الإدارة ودفع مرتبات أعضاءه من الإخوان، وفي ذلك الصدد أشار"ريتشارد ميشيل" إلى أن مخابرات الجماعة قد أمدت الحكومة الأمريكية بمعلومات مكثفة عن التنظيمات الشيوعية خاصة في الدوائر العمالية والطلابية، كما أيدوا حملة "إسماعيل صدقي" التي طالت 200 رجل وامرأة من الشيوعيين والوفديين والتي كانت بالأساس حملة لتصفية خصوم "صدقي" السياسيين.
اما حزب (الوفد) فقد خص الإخوان له عداء كبير لأنه كان يمثل حزب الأغلبية وقتها، الأمر الذي دفع الإخوان إلى تشويه قياداته مستغلين حادث 4 فبراير لضرب شعبية الوفد ، متعاونين مع السراي و"إسماعيل صدقي" لتصعيد نفوذ الملك في المقابل، ويسرد "أحمد السكري" تغير موقف "البنا" من الوفد من التأييد ومحاولة للإندماج والاستفادة من شعبيتهم إلى الهجوم والتآمر عليهم، فعلى الرغم من إنقاذ حكومة الوفد و(النحاس باشا ) لهم من بطش حكومة (حسين سري باشا) الذي أغلق مطابعهم ومنعهم من إصدار اي منشورات، حيث تدخل النحاس لصالحهم فعاود الإخوان إصدار مجلتهم في 29 أغسطس 1942، وأكد "السكري" أن الوفد كان يدعم الإخوان بالمعونات المادية وبالنفوذ دون اي مقابل، وقام البنا وقتها بكتابة عدة مقالات تمجيداً في (النحاس وفؤاد سراج الدين، ومحمد صبري أبو علم) وذلك عندما كان الوفد في الحكومة ، الا أن الإخوان قد انقلبوا وشنوا عليهم حرب شعواء عندما بدء نجم الوفد في الأفول
والناظر لتاريخ الإخوان لابد أن يلحظ قيامهم بسلسلة من التحالفات تعقبها خصومة أو غدر ، فعلى  الرغم من تحالفهم مع (إسماعيل صدقي) الذي قالوا عنه "واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد" وذلك بعد أن منحهم ترخيص لإصدار صحيفة رسمية لهم في مايو 1946، فقد انقلبوا عليه بعد فشل مفاوضات (صدقي-بيفين)
واتبع الإخوان سياسة المداهنة فعندما حاربهم "النقراشي"بعد انتشار حوادث العنف وتورطهم في القيام بعدة تفجيرات الأمر الذي انتهى باغتيال  "سليم زكي باشا ، وتخوفاً من إصدار "النقراشي" لأوامر بحل الجماعة، قام "البنا" بزيارة "عبد الرحمن عمار" المسئول عن قسم الأمن العام ، ليؤكد له انه سيعود بنشاط الجماعة إلى الدين ويبتعد عن السياسة ، وانه يريد التعاون مع الحكومة معبراً عن أسفه إزاء اغتيال حكمدار العاصمة "سليم زكي باشا" واصفاً الجرائم التي ارتكبها بعض أعضاء جماعته بأنهم مندسون، وعندما لم يستجب "النقراشي" لذلك وأصدر قرار بحل الجماعة قاموا باغتياله
وعندما قامت ثورة يوليو واطمئن الإخوان إلى نجاحها، بدأو في تأييدها والإنقلاب على العصر الملكي وذلك من خلال بيانهم الصادر في ذلك التوقيت، وعلى الرغم من استثناء مجلس قيادة الثورة لهم من قرار حل الأحزاب في عام 1953، واعادة الثورة لفتح الملف الخاص باغتيال "حسن البنا" ، وإلغاء الثورة لقسم البوليس السري وعزلهم ومحاكمتهم لـ "محمد الجزار" الذي كان معادياً للجماعة وكان من المشاركين في إغتيال "البنا"، وعرضهم مشاركة ثلاثة من الجماعة في الوزراة أحدهم هم "الباقوري" الذي فصلته الجماعة بعد أن وافق المشاركة في الوزارة ، الا أن الإخوان طالبوا بالتدخل والمراقبة لجميع قرارات مجلس قيادة الثورة وهو ما رفضه عبد الناصر
وجاءت مواقف الإخوان معادية لتوجهات ومصالح ومكتسبات الجماهير التي ردتها لهم الثورة ، فكانوا من أكبر المعاديين لقانون الإصلاح الزراعي، وزاد عداؤهم للثورة عندما أطلق مجلس قيادة الثورة حملة لتوحيد الأمة تحت مسمى "الدين لله والوطن للجميع"، كما رفض الإخوان تأسس هيئة التحرير مبررين ذلك بأن وجود الجماعة يكفي، ولم يتوقف الإخوان عند هذا الحد ، بل قاموا بعدة اتصالات بالإنجليز لضرب الثورة حيث قام كل من (منير الدله، وصالح أبو رقيق) باتصالات بكل من مستر "ايفانز" المستشار الشرقي للسفارة البريطانية والقاضي "جراهام" من السفارة البريطانية للتحالف معهم ضد مجلس قيادة الثورة، ووصل تواطئ الإخوان وتحالفهم ضد الثورة إلى درجة قيامهم بعمل تنظيمات داخل الجيش والشرطة لتجنيد عناصرهما للعمل تحت إمرة مرشد الجماعة، وعندما اكتشف عبد الناصر ذلك استدعى كل من (خميس حميدة نائب المرشد، وسيد سابق ) لتحذيرهم ، إلا أن الإخوان استمروا في ذلك النشاط التخريبي
وتابعوا نهج العنف في الجامعات، حيث هاجم شباب الإخوان أعضاء منظمة الشباب بالكرابيج والعصي وكسروا ميكرفوناتهم وذلك خلال الإحتفالية التي أقامها شباب الإخوان  في ذكرى "المنيسي، وشاهين" حيث أحضروا "نواب الصفدي" زعيم فدائيان إسلام الإيراني واستقبلوه بهتافات (الله أكبر ولله الحمد) فرد عليهم أعضاء منظمة الشباب ( الله أكبر والعزة لمصر) ، وذلك بعد أن احتكوا معهم في البداية عند دخولهم للمشاركة في الإحتفال، ثم جاءت القشة التي قسمت ظهر البعير عندما حاول الإخوان اغتيال "عبد الناصر" في حادث المنشية عام 1954، ومحاولاتهم لإحياء جهازهم السري بقيادة "سيد قطب" لاستئناف عمليات العنف مرة أخرى سنة 1965
أما علاقاتهم بالسادات فقد جاءت سعياً منهم للحصول على المزيد من الحرية ولإعادة اصدار مجلة الدعوة، وعودة رموزهم بثرواتهم الطائلة وذلك في مقابل استخدام السادات لهم  في ضرب القوى اليسارية من ناصريين وشيوعيين خاصة في الجامعات والمصانع ، وذلك بعد أن استشعر السادات خطرهم عليه عقب اعتصام (الكعكعة الحجرية) في عام 1972، حيث أوكل السادات لكل من (محمود الجامع ، ومحمد عثمان) مهمة إنشاء تيار إسلامي في الجامعة تحت مسمى "شباب الإسلام" لذلك الغرض، واستغل الإخوان ذلك في استفحال وتوحش نشاطهم ونفوذهم فعملو على ضم الجماعات الإسلامية لهم، واعتمدوا التلون والمراوغة في تصريحاتهم ومواقفهم ، خاصة فيما يتعلق باتفاقية "كامب ديفيد"  حيث صرح "عمر التلمساني" بأنه يؤيد مبدأ التفاوض مع إسرائيل وذلك رغم تصريحاته السابقة والمناقضة من رفضه وجود إسرائيل !!، كما رفض "التلمساني" تأييد الائتلاف الوطني المعرض لسياسات كامب ديفيد، منتقداً مقاطعة القادة العرب لمصر وللسادات عقب توقيعه للاتفاقية مع الكيان الصهيوني "إسرائيل" قائلاً "على القادة العرب تقديم بديل للسادات عن اختياره للسلمية"
ومع عهد "مبارك" بدأ الإخوان في تبني سياسة التغلغل في جميع المؤسسات من نقابات واتحادات وأسر طلابية وهيئات تدريس، ولقد تفننوا في المتاجرة بالشعارات الدينية كـ (الإسلام هو الحل) وسؤالهم للناخبين في انتخابات نقابة التجاريين عام 1989 ( هل ستعطي صوتك لله تعإلى )!!!، ولم يحمل الإخوان اي غضاضة في خلف وعودهم وحنثها فنجد "عبد المنعم أبو الفتوح، وأبو العلا ماضي" يصرحان بأنه لا بأس من الوعد بخدمات مقابل الحصول على تأييد انتخابي وسياسي حتي ولو لم تنفذ تلك الخدمات والوعود
وتنقل الإخوان بين عدة تحالفات لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، فتنقلوا في تحالفاتهم ما بين الوفد ثم حزبي العمل والأحرار، وفي 2005 عقدوا صفقة مع النظام حصلوا من خلالها على 88 مقعد ، وفي عام 2010 لجأوا إلى عقد اتفاق مع الجمعية الوطنية للتغيير  "البرادعي" بعد أن فشلوا في التوافق مع أحزاب المعارضة من (وفد وناصري وتجمع) والتي رفضت أرائهم المتشددة بخصوص المرأة والأقباط، وبعد إعلانهم عدم المشاركة في الانتخابات توافقاً مع الجمعية الوطنية ، سرعان ما تراجعوا وقرروا خوض الانتخابات لخوفهم من عدم حصولهم على مكاسب سياسية، خاصة في ظل قرار جميع الأحزاب بالمشاركة في الانتخابات
ومن الجدير بالملاحظة أن الإخوان قد  تبنوا الفكر المتطرف حتى ضد بعضهم البعض، فقاموا بإقصاء العناصر التي اعتبروها معتدلة، وخير دليل على ذلك ما يسمونه بمذبحة مكتب الإرشاد والتي قام فيها "مصطفى مشهور" بالتعاون مع "عمر التلمساني" بإبعاد كل من (محمد فريد عبد الخالق، وصالح أبو رقيق، وصالح عشماوي) عن الجماعة
وفي تقييم هام لمجموعة من الخبراء السياسيين المصريين لأداء الإخوان البرلماني في 2005 ، وصفوا أدائهم  بالضعف وأنهم افتقروا إلى أجندة واضحة وانهم غير قادرين على المناورة السياسية ويعكس أدائهم ضعف معرفي وتقديم لمصلحة الجماعة على المصلحة العامة.
ومن خلال هذا التصفح الثري للكتاب الذي تبحر في تاريخ الإخوان يتضح لنا تلون مواقفهم ومتاجرتهم بالدين وتبنيهم لسياسات الإرهاب والتصفية فقط وصولاً للسلطة لا إرضاء لله ولا لخدمة الوطن.




المراجع:
-           السيد يوسف - الإخوان المسلمون هل هي صحوة اسلامية-مركز المحروسة-الطبعة الأولى 1994
-           مجلة الإخوان المسلمون العددان 6، و10
-           عبد الرحيم علي – أزمة تيار التجديد- دار المحروسة- الطبعة الأولى 2004
-           ريتشارد ميشيل- الإخوان المسلمون الجزء الأول- مكتبة مدبولي، الطبعة الثانية 1985
-           ابراهيم قاعود-عمر التلمساني شاهد على العصر-دار المختار الإسلامي للطباعة والنشر- الطبعة الأولى 1983
-           زكريا بيومي-الإخوان المسلمون والجماعات الإسلامية في الحياة السياسية المصرية- مكتبة وهبة- الطبعة الأولى 1991
-           عبد العظيم رمضان- تطور الحركة الوطنية في مصر الجزء الثاني- مكتبة مدبولي-1983
-           حسن البنا- مجموعة الرسائل- دار التوزيع والنشر الإسلامية-الطبعة الأولى 1992
-           فؤاد علام- الإخوان وأنا- المكتب المصري الحديث للنشر والطباعة- الطبعة الأولى 1996
-           أحمد السكري- مجموعة مقالات بعنوان "كيف انزلق الشيخ حسن البنا بدعوة الإخوان- مجلة صوت الأمة الوفدية- في الفترة من نوفمبر 1947 وحتى مايو 1948
-           عبد الله النفيسي وآخرون—الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية- مجموعة دراسات-مكتبة مدبولي 1989

الأربعاء، 28 مارس 2012

صوره تذكاريه



عندما كانت مصر تجلس والكل يقف .
الصورة تعبر عن العلاقة بين مصر و دول الخليج
-------------------------------------------------
الملك فيصل واقفا على يمين الملك فاروق وامير الكويت واقفا على يساره وكان من البروتوكول الا يجلسوا فى حضرة ملك مصر ...والصورة بمناسبة تبرع مصر عقب الحرب العالمية الثانية بكميات كبيرة من المواد الغذائية والاعانات والاموال لمواجهة المجاعة فى بعض دول الخليج .... فى آخر الصورة على اليمين ولى عهد الكويت

الجمعة، 23 مارس 2012

رئيس البرازيل .. دي سيلفا




في 27 تشرين أول عام 1945 ولد في منطقة من أفقر مناطق البرازيل لولا داس يلفا الرئيس البرازيلي الحالي الذي انتهت ولايته الثانية وسط تأييد لتعديل الدستور وتجديد ولايته تصل نسبته إلى 80% من الشعب البرازيلي "80 مليون نسمة"
حازت حياة الرئيس البرازيلي اهتماما نادرا ما تحظى به سير الرؤساء والزعماء بسبب الظروف القاهرة والصعبة التي مر بها. لقد وصلت سيرته إلى مستوى أسطوري في الرواية يلهج بها غير الشعب البرازيلي شعوب أميركا اللاتينية ومثقفوها وسياسيوها. أشاد الرئيس الأميركي اوباما بدا سيلفا واصفا إياه بأنه "السياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض". عاش دا سيلفا طفلا في كوخ حقير مع ثمانية أخوة آخرين بعد ان هاجر والدهم وتزوج بأخرى في عاصمة البلاد. مارس الطفل دا سيلفا عملا شاقا في مسح الأحذية تاركا صفوف الدراسة لغيره وقد شعر منذ نعومة أظفاره بالمسؤولية تجاه الأسرة وإعالة أخواته. ثم عمل بعد ذلك في مهنة الخراطة ثم عاملا في محطة بنزين ثم بائع خضار. وبعد ان التحقت أسرته بالأب لم يكونوا يعرفون بأمر زواجه من أخرى فسكن داس يلفا في غرفة واحدة قذرة مع أخواته تقع قبالة احد الأندية الليلية الذي تنبعث منه الشتائم البذيئة وصراخ السكارى التي جعلت من الفتى يمقت حياة الخمر والإدمان والسهر ويحرص على رعاية أخوته وأخواته وأمه لدرجة حكمت عليه مزاجه وشخصيته وأخلاقه.


يصف داس يلفا موقف أمه في هذه الفترة في حماية بناتها وصغارها من هذه الأجواء الملوثة: "لقد علمتني أمي كيف امشي مرفوع الرأس وكيف احترم نفسي حتى يحترمني الآخرون" وفي محاولة منه لتعويض ما فاته دخل داس يلفا دورة تعليمية لمدة ثلاث سنوات للتخصص في التعليم. وقبل بلوغه سن العشرين فقد احد أصابعه أثناء العمل في احد مصانع السيارات الحادث الذي دفعه إلى اكتشاف العمل النقابي الذي يحافظ على حقوق العمال من الأضرار والأمراض. وكانت بداية دخوله العمل النقابي الباب الذي تمكن منه ولوج عوالم السياسة في بلاده المضطربة المحكومة من قبل العسكر في السلطة والعصابات والمافيات في المجتمع. ومنذ العام 1967 دخل داس يلفا معترك السياسة حتى حصل بعد سلسلة طويلة من الممارسات السياسية على مقعد في الكونغرس البرازيلي عام 1986. ومن هذا المنصب رشح داس يلفا نفسه لرئاسة البرازيل وقد تحقق له ذلك عام 2002 بعد حصوله على 52 مليون صوت أي ما يعادل 63% من أصوات الناخبين ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية عام 2006 وفي هذه الأيام تنتهي ولاية داس يلفا الثانية بعد رفضه تعديل الدستور للبقاء لولاية ثالثة. فرغم الإلحاح الشعبي على تعديل الدستور رفض داسيلفا رفضا قاطعا ذلك مؤكدا انه "يكره العسكريين الذين يجددون لأنفسهم ولا يريد ان يكرر ذلك حتى لو جاء بمطالبة شعبية". 
ثماني سنوات برازيلية مذهلة 
خطت البرازيل في العقد الماضي خطوات اقل ما يقال عنها أنها خطوات هائلة وعملاقة. ويكفي قبل استعراض انجازاتها ان نذكر حقيقة واحدة. فقد تحولت البرازيل من دولة مديونة فقيرة تعتمد الصناعات التحويلية وذات أحياء شديدة القذارة إلى واحدة من أهم عشر اقتصاديات في العالم وتحولت أحياؤها إلى عوالم من النظافة والجمال والزهور حتى شعر الشعب البرازيلي بهذه النعمة وأطلق أوصافا على داسيلفا مثل "بطل الفقراء ونصير المحرومين والمنقذ" حيث يتمتع داسيلفا بشعبية لم تتوفر لأي رئيس أو حاكم في البرازيل أو أميركا اللاتينية. وامتدت شهرته وشعبيته إلى الدول المجاورة وحتى إلى الولايات المتحدة الأميركية وكذلك إلى الشرق الأوسط عندما أيد القضية الفلسطينية ويساهم الآن في حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني عن طريق صداقته للقادة الإيرانيين. وقد زادت شعبيته أكثر بعد اقتراحه فرض ضريبة على مبيعات الأسلحة في العالم كافة لمحاربة الجوع والمجاعة. يذكر داسيلفا دائما انه نذر حياته لإطعام الفقراء وتعليمهم وعلاجهم متذكرا المعاناة القاسية عندما توفيت زوجته عام 1970 بمرض التهاب الكبد الوبائي لقلة العناية الصحية في البرازيل. 
في هذه السنوات الثماني من حكم داس يلفا أصبحت البرازيل الأولى على قارة أميركا اللاتينية في الاقتصاد والتاسعة أو العاشرة في العالم. كما سعت أشهر وكالة فضاء عالمية "ناسا" للتعاون مع البرازيل في إطلاق الصواريخ. وقبل أشهر تنافست البرازيل مع الولايات المتحدة الأميركية لاستضافة الألعاب الاولمبية عام 2016 وكانت المنافسة مع مدينة شيكاغو التي ذهب اوباما بنفسه للدعاية لمدينته لكن البرازيل فازت بالترشيح حتى أطلقت شعاراتها المضيئة ليلة اختيارها للألعاب الاولمبية تحمل "بيم فندو أو برازيل" أي مرحبا بكم في البرازيل باللغة الوطنية البرازيلية وهي البرتغالية نفسها. لقد وضعت مجلة نيوزويك الأميركية داس يلفا على رأس قائمتها المختارة لـ"الصفوة العالمية" وعلقت على ذلك قائلة: "عندما فاز النقابي العمالي داسيلفا أول مرة ارتجف رأسماليون وغضب يمينيون لكنهم بعد فترة ليست طويلة تنفسوا الصعداء. كانت البرازيل على شفا الهاوية الحقيقية والآن تتمتع بفائض يزيد على 200 مليار دولار واقل نسبة غلاء في العالم الثالث. شكرا لسياسة لولا". وقد الفت عنه عشرات الكتب في أوربا وفي آخر كتاب تساءل مؤلفه: ما هي حدود انتشار نجم داسيلفا؟ مجيبا عن سؤاله انه: "قد بعث الأمل في قلوب البائسين ويقف إلى جانب الحرية والفقراء ورغم إننا دخلنا القرن الحادي والعشرين فان هذه المبادئ تظل تستحق التقدير". وذكر المؤلف ان الاقتصاد البرازيلي سنة 99 كان على وشك الانهيار فاضطرت البلاد لاقتراض 30 مليار دولار من صندوق النقد الدولي فرفض الصندوق في البداية خوفا من عدم قدرة البرازيل على تسديدها أصبح الصندوق نفسه مدينا للبرازيل بـ14 مليار دولار
الحياة ليست جنة في البرازيل 
رغم انجازات داسيلفا ومهاراته وأخلاقه فان مشكلات البرازيل لم تنتهي أو تزول بسهولة فلم تزال الجريمة المنظمة والعصابات تفتك بالمجتمع إضافة إلى أمراض الايدز والإباحية الجنسية التي يمقتها داسيلفا وعبر عن ذلك مرارا. والمفارقة انه وأثناء احتفالات البرازيل باختيارها لدورة الألعاب عام 2016 انقطعت الكهرباء عن العاصمة مدة 6 ساعات لكن داسيلفا طمأن المنظمين إلى وجود اكبر مفاعل لإنتاج الكهرباء في العالم على وشك الانتهاء من انجازه في البرازيل. انتهت ولا داسيلفا بعد ان وفر الوظائف والمسكن والطعام للغالبية العظمى من أبناء شعبه وترك لهم تراثا من الحرية والتسامح جعلهم من شعوب ارض السعيدة. في ثماني سنوات حول داسيلفا بلاده من أحكام الطوارئ إلى الاستقرار ومن الإفلاس إلى الثراء. لم يسرق فلسا واحدا.. كان "يقدس" أسرته ويبكي على زوجته الراحلة ويثني على أمه دائما ويعتبرها "رافعة رأسه". لا يرتاح داسيلفا ولا يشعر بالسعادة إلا بعد جلوسه وسط أخواته ليتناول مع الطعام وأفراد أسرهم ينظرون إلى مستقبل البرازيل من باب الكبير والثقة بالصدق والشرف في صناعة التطور ومغادرة الخوف والقلق والتوحش.


الأربعاء، 21 مارس 2012

مذكرات على عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص



التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين - مذكرات على عشماوي آخر قادة التنظيم الخاص

نبذة المؤلف:
هذا الكتاب، الذى بين يد القارئ هو عن الإخوان المسلمين في مصر، وتحديداً خلال الحقبة الناصرية (1952 - 1970)، التي تفاقم فيها الصدام بين " الضباط الأحرار" ، الذين سموا أنفسهم ثواراً، وأطلقوا على حركتهم ( الانقلاب العسكري على نظام الحكم الملكي في 23/7/1952) مصطلح " ثورة يوليو " ورغم أن السنتين الأولتين لثورة يوليو شهدتا تعاوناً، أقرب غلى التحالف ( 1952 - 1954 )، بين الثورة والإخوان، إلا أن ذلك انتهى في صيف 1954، تم تحول التحالف غلى خصام، ثم إلى صدام منذ خريف ذلك العام وإلى خريف 1970، الذي انتقل فيه الرئيس جمال عبد الناصر إلى الرفيق الأعلى.

مقدمة الطبعة الثانية

لما طلب منى كتابة مقدمة للطبعة الثانية من كتابي عن الإخوان المسلمين، لم يكن أمامي إلا اللجوء لبعض الخواطر عن سلوك الإخوان جماعة و أفراد حيث يستطيع القارئ فهم و استيعاب أحداث المذكرات التى كتبتها منذ سنين.
و لقد أثر فى فكرى بعد خروجي من السجن أن تيسر لى السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية و التى كنا ندرس كراهيتها مع دراستنا لأصول ديننا.
و لقد كان انبهاري شديد و إعجابي أشد لما رأيت من قيمة للإنسان و التى كنا قد نسيناها من كثرة ما عشنا من قهر و إهدار للحرية و الكرامة الإنسانية.
و لقد حضرت بعد وصولي إلى الولايات المتحدة بشهور قليلة مؤتمراً إسلامياً جامعاً نظمته منظمة الطلبة المسلمين، و كان فيه المئات من شتى الولايات و حضر الكثير من رموز الدعوة الإسلامية من العالم الإسلامى و تحدثوا بكل الحرية و قالوا ما لم يستطيعوا قوله فى بلادهم، و كان من بينهم الشيخ يوسف القرضاوى و الحاجة زينب الغزالى و الأستاذ جمال بدوى المصرى الذى يعيش فى كندا و الشيخ (عبدالله العقيل) الكويتى الجنسية و الذى كان يمول النشاط الإسلامى فى الكثير من بقاع الدنيا.
هذا المنظر زاد من إعجابى و حبى لأن يعيش الناس فى كرامة و أن يكون الفرد هو محور كل شئ، و رأيت أيضاً أن الكثير من قيادات الأخوان الهاربة و التى تعيش فى بلاد أخرى وجدت طريقها للتعامل مع المارد الأمريكى الذى حذرونا منه بل و إستفادوا كثيراً من المزايا التى يكفلها المجتمع الأمريكى لمن يعيشون فى كنفه، و وجدت أنهم يتعاملون بشخصيتين واحدة التشدد و بث الجمود فى عقول الأفراد و أخرى هينة لينة فى التعامل مع السلطات الأمريكية، قد تصل إلى حد المداهنة للسلطات الأمريكية بغية إعطائهم صورة حسنة عن الإخوان كي يفوزوا بتأييد أمريكاني ضد حكام دولهم، و كنت أعلم أن هذا نوع من الرياء مما زادنى ثورة عليهم لعلمى بحقيقة أمرهم و أنهم أساتذة فى هذا النوع من النفاق، و لعل الموضوعات القادمة تتناول بعض الجوانب من سلوكياتهم ..أرجو الله أن تفى بالغرض 

على عشماوي
======================================

لا رابطة أقوى من العقيدة ولا عقيدة أقوى من الإسلام" .. هذه الصيحة كانت كلمة حق أريد بها باطل، فقد كانت النداء الذي سيطر به الإخوان على شباب هذه الأمة، ثم قاموا بغسل أدمغتهم و السيطرة عليهم يوجهونهم إلى أى اتجاه يريدون.
و من هذا النداء انبثقت وسائل السيطرة و هى البيعة، و السمع و الطاعة. ذلك أن الشباب حين يدخل إلى الجامعة لابد أن تكون له بيعة، و البيعة مع مجموعات النظام الخاص، و هو الجهاز السرى للجماعة باستعمال المصحف و المسدس.
أما "إخوان الأسر" و هو النظام المعمول به لربط الإخوان تنظيماً فيكون باستعمال المصحف فقط، و لكن عم يبايع الأفراد ؟ .. إنه شئ مهم يحكم سلوكهم بإنهم يبايعون على السمع و الطاعة، و هذا هو مفتاح السيطرة و التحكم فى الأفراد.
و يقولون إن النظام الخاص قد انتهى و لكن الواقع أنه الآن موجود، فقد سيطر إخوان النظام الخاص على الجماعة و القيادات أغلبهم من هذاالنظام، و لقد نصبوا أفراد النظام فى القيادة بجميع مناطق العمل فى مصر لأنهم يرون أن هؤلاء هم الأقدر على الحركة فى الظروف الاستثنائية.
و هم يستفيدون حالياً من حالات الزواج البيني، حيث يتزوجون من بعضهم البعض، فتكون الاتصالات التى تتم فيما بينهم لها غطاء مهم جداً و هو النسب و القرابة، أما باقى الأفراد بالمنطقة فيتم الاتصال بهم فرادى، أى أن تزورهم مجموعة المسئولين فى كل منطقة فرادى و يوزعون عليهم البرامج فرادى.
و لكنهم ينتهزون الفرصة من آن لآخر فى المناسبات الدينية، فيتم عمل اجتماعات عامة فى المساجد، خاصة فى الريف و استحضار أحد دعاة الإخوان، و غالباً ما يكون من منطقة مجاورة، لتضليل رجال الأمن. و يتم تلقى الأوامر من القيادة العليا بالقاهرة عن طريق اللقاء الشخصى بقادة المناطق و هم بدورهم يقومون بإبلاغها إلى المستويات الأدنى حتى تصل إلى جميع الأفراد بيسر و أمان.
إن هذا ما يميز الإخوان الآن عن باقى الأحزاب الموجودة فى الساحة، فهى لا تعدو أن تكون جريدة و مجموعة أفراد يلتفون حولها، أما الإخوان فهم قاعدة منظمة تنظيماً جيداً و لديهم وسائل الاتصال على أحدث ما فى السوق، و هم يهتمون جدًا باستعمال الكمبيوتر لتيسير الاتصال بينهم.
لقد درس الإخوان جميع التنظيمات العالمية حين حاولوا بناء النظام الخاص، و قد تأثروا جدًا بالفكر الباطنى فى التاريخ الإسلامي، حيث كانت التنظيمات العباسية و العلوية و الشيعة و ما صاحبها من فرق سرية، مصدراً أساسياً تم الرجوع إليه و دراسته و الاستنارة بالأفكار الحركية فى كل تنظيم على حده.
و فيها أيضاً كانت هناك وقفة شديدة أمام فرقة الحشاشين أتباع مصطفى الصباحى، و استفادوا منهم و كان الانبهار من وصولهم إلى حد الإعجاز فى تنفيذ آليات السمع و الطاعة، و كيف كان الأف الأفراد يسمعون و يطيعون حتى لو طلب منهم قتل أنفسهم، أما الحركات العالمية الأخرى سواء كانت حركات إجرامية أو حركة سياسية مثل المافيا العالمية و التنظيمات الفرنسية، و أخيراً التنظيمات الصهيونية العالمية بما لها من قوة و انضباط و اتصالات بجميع القوى السياسية و معرفة إخضاع الخصوم و السيطرة عليهم أو تصفيتهم.
و لقد كان للأستاذ سيد قطب تعليق على ذلك، أن أى تنظيم يطبع أفراده بصفته، أى أن التنظيم لو كان إجراميًا، خرج الأفراد مجرمين، و إذا كان صهيونيًا خرج الأفراد معجبين بالصهيونية.
و كان يعلم أن قيادة النظام الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية و تعمل لحسابها، و أن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًا فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، و لكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، و تم تنفيذ الأوامر و ظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين.
و كان شباب الإخوان فى غاية التوتر و القلق لعدم اشتراكهم فى المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا و قرروا أن الشيخ فرغلى قد خان و ينبغى تصفيته، و فعلاً قرروا ذلك لولا أن الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم و شرح لهم الأمر و أطلعهم على الأوامر التى صدرت له من القاهرة و أسبابها.
و مثلاً هناك واقعة حادث فندق الملك جورج بالإسماعيلية، و قد كان هذا الفندق يعج بالإنجليز و بالجواسيس فى جميع الأشكال، و قد أراد الإخوان ضرب هذا الفندق، و لكن حين تم التنفيذ تم إفراغ العملية من أى تأثير ضار بالإنجليز، و كان من نتيجة ذلك أن قتل منفذ العملية دون أدنى ضرر بالإنجليز.
و لقد أورد الحادث الأستاذ صلاح شادى فى مذكراته فقال لقد أمرنا داخل قسم الوحدات على القيام بعملية إرهاب فى داخل فندق الملك جورج، بإشعال عبوة ناسفة لا تؤدى إلى قتل أو إصابته بجسامة، و إنما تعلم فقط عن ملاحقته للعملاء و المخابرات الإنجليزي، و كلفنا الأخ رفعت النجار من سلاح الطيران بالقيام بهذه العملية، بأن يحمل دوسيهاً به مادة ناسفة، و يشعلها ثم يتركها فى ردهة الفندق إلى جوار الحائط خلف ستارة مدلاة على حائط الردهة ثم ينهض بعد ذلك و يمضى خارج الفندق و جرى التنفيذ على أحسن وجه، و لكن ظهر للأخ رفعت عند مغادرته المكان أحد رجال المخابرات من الإنجليز الذى اقترب من المكان و لكن الأخر ظل ممسكاً بالدوسيه حتى انفجر فيه و مات متأثرًا بجراحه، فقد خشى أن يقتل رجل المخابرات الإنجليزي.
و هكذا فقد حافظوا على حياة الإنجليز و وصموا الجماعة بالإرهاب دون أدنى فائدة.
و موضوع آخر أكثر غرابة فقد نشط بعض الإخوان المتحمسين منغير إخوان النظام فى عمليات خاصة، من هؤلاء إخوان مصر الجديدة، و كانت لديه دراجة و مسدس، فكان يركب دراجته و ينتظر اليهود أمام بيوتهم بمصر الجديدة ثم يطلق عليهم الرصاص و ينطلق بدراجته، فقتل بعضهم و أصاب آخرين، و كان ذلك فى شهر أغسطس 1948 فما كان من عبد الرحمن السندى إلا أن أصدر تعليمات بالبحث عمن يفعلون ذلك و تسليمهم إلى النظام و منعهم من أى عمل مماثل لأن النظام الخاص كان يحد من أى عمل مماثل.
بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان و التى كانوا يعتبرونها أمجادًا لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة و التبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية و التى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب من أن عبد الرحمن السندى و الدكتور محمد خميس و الذى كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي و أن أحد أصحاب المطابع الكبرى و الذى كان أحد كبار الإخوان و كان عميلاً للمخابرات الإنجليزية.
أما تجربتى الشخصية و التى سمعتها مباشرة من صاحب الشأن و هو أننى التقيت فى عنبر بالسجن الحربى بالدكتور م. ع .ف " رئيس مكتب إدارى إحدى المحافظات الكبرى فى مصر بكل ما فيها .. قال إنه كان فى نهاية الأسبوع دائماً يذهب بصحبة زوجته و التى وصفها بأنها كانت من أجمل نساء الأرض كان يذهب كل أسبوع إلى الإسماعيلية حيث يسهر مع الضباط الإنجليز هو و زوجته، و يقضون الليل فى الرقص و لعب البريدج، و كان يقول أن الشئ الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، و كان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر.
هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون و قادتهم عملاء يتصرفون فيهم بلا آمان و لا رقابة و دون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته و الالتزام بأمره، فيطيع الأفراد و يضل القادة، و يستعملون الأفراد فى غير طاعة و لا خوف من الله.
و حين يتصادف و يواجههم رجل واع يريد أن يناقش و أن يفهم مثل ما فعلا السكرى و من بعده مصطفى مؤمن فيكون مصيرهم الفصل من الجماعة.
و بعد فلقد هب الإخوان فجأة يسابقون الزمن و يصعدوا من نشاطهم فقد قاموا بمظاهرات صغيرة، ثم مظاهرات أكبر مستغلين فيها طلبة الجامعات و ما يدهشنى هو هذا التحرك المفاجئ. و على أى شئ يرتكز و هل حساباتهم هذه المرة صحيحة أم ستكون كالمرات السابقة، يستعملون فيها مخلب قط، و تكون النتيجة أن يجنى غير ثمرة جهدهم، و يهبونهم إلى غياهب السجون حيث اعتادوا.
السؤال هو: هل هم مستعدون أن يجعلوا الكثير من شعاراتهم في مواقفهم كى ينسجموا مع المجتمع المدنى الذى يريدون أن يتعاملوا هم حسب قواعده كما أعلن الكثير من قادتهم الحاليين، فما الذى سيقولونه لقواعدهم عن الجهاد سبيلنا و الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا و هل سيتغير الخطاب الإخوانى عامة و يتوقف عن أن يكون خطاباً عدوانيًا، متربصًا، و منتهزاً الفرصة للانقضاض و الانقلاب على حلفائهم، هل هم مستعدون للقبول بالدستور المدنى و احترام بنوده أم أن نبذ العنف بأشكاله و صوره مجرد شعارات للمرحلة الحالية، ثم تعود الأمور إلى ما كانت عليه، هل يدركون أن فى مصر عدداً ليس بقليل من الأقباط، أنه ينبغى طمأنتهم على أحوالهم خاصة ان أحد قادة الإخوان السابقين كان قد ألعن كلامًا ضد الأقباط، ثم اضطر أن يعتذر عنه و هو المرشد الأسبق مصطفى مشهور، كل هذه الأمور ينبغى أن تدرس بجدية و أن يتضح الموقف من كل أمر بوضوح، و لعلهم يدركون الآن أنهم يتحركون وحدهم بعيداً عن باقة القوى الوطنية التى ابتعدت عنهم الواحدة تلو الأخرى لأن الأسلوب المتبع غير مقنع والموقف لا يحتمل المغامرات.

خطة الصدام :


علمنا أثناء فترة التدريب مع أخوة ميت غمر أن الخطة المقترحة
للصدام ستأخذ شكلاً غير متوقع وأنها تعتمد على التحركات الآتية :


أولاً : تأمين الجيش عن طريق بعض الأخوان الذين كانوا فى الخدمة
ولا يعلم بهم تنظيم عبدالناصر، وكان على هؤلاء واجب تحييد الجيش فقط
والتأكد من عدم تحرك وحدات أخرى لقمع الحركة الشعب ية المخططة .


ثانياً : القبض على بعض الشخصيات المهمة والتى لها ثقل عند
الصدام وإذا لم يتمكن من القبض عليهم فهناك خطة بديلة لاغتيالهم .


ثالثاً : قيام جميع الأخوان على مستوى الجمهورية بالاستيلاء على
أقسام البوليس والمباني المهمة كل فى حدوده مستعيناً بأقل عدد من الأخوان
المدربين، حيث أن هذه الحركة فى الأقاليم لا تحتاج إلى أعداد مسلحة.


رابعاً : تقوم المجموعات الوافدة إلى القاهرة بالانضمام إلى إخوان
القاهرة فى عملية الاستيلاء على المبانى الحكومية ذات التأثير، وقد كانت
محددة بدقة ولكل مكان يحدد الأخوة المكلفون ب ه.
ومن المهام التى كانت منوطة بالإخوان الوافدين من الأقاليم القاهرة
والتى سيتم تنفيذها تحت قيادة إخوان القاهر ة.


- أقسام البوليس فى جميع أحياء القاهر ة.


- مبنى الإذاعة.


- قطع الطرق المؤدية من ثكنات الجيش إلى داخل القاهر ة.


- قطع الطرق الداخلة إلى القاهرة من جهة الإسماعيلية.


خامساً : يقوم قسم الطلاب بحركة مماثلة لما حدث فى مارس مع
اختلاف أن المظاهرة فى هذه المرة ستكون مسلحة، وستقوم هذه المظاهرة
بدور الحدث الضخم الذى يغطى بباقى العمليات، وإتمام حصار القصر
الجمهورى والاستيلاء عليه بعد أن تكون باقى المنشآت الحكومية والمهمة قد
تمت السيطرة عليها فى خطة زمنية مفصلة

الأحد، 18 مارس 2012

حتى لا نستبدل السجان




ان صورة الرجل المعلق هى صورة الصحفى الإيرانى « هوشانج أسدى » الذى يبلغ من العمر ٢٦ عاماً ، بينما كان « على خامنئى » يبلغ من العمر ٣٧ عاماً حين التقى الاثنان فى زنزانة من زنازين الشاه ، قبل قيام الثورة الإسلامية فى إيران ، لم يكن هوشانج يعرف أن زميله فى الزنزانة سيكون يوماً ما المرشد الأعلى فى إيران ، وصاحب الأمر والنهى والولاية ، لكنهما ... حسبما جاء فى مذكراته التى عنونها باسم « رسائل إلى معذبى » ... بانهما كانا يحلمان بالعدل والحرية والكرامة ؛ وسط سياسات التعذيب والتنكيل التى تعرضا لهما فى عهد الشاه .

كان الأول « شيوعى » والثانى « إسلامى » ، لكن كليهما جمعت بينهما المعارضة للقمع والاستبداد ، والتطلع إلى حرية تحمى كرامة الإنسان ، لقد تشاركا الاثنان الزنزانة والتعذيب والحياة ... تصادقا وتبادلا الحكايات ، وعندما حان موعد الفراق وصدر قرار بترحيل « هوشانج » من سجنه ، تعانقا فى لحظات الوداع وبكيا ، وقال له « خامنئى » :

« فى ظل حكومة إسلامية ؛ لن يذرف برىء دمعة » 

كان « خامنئى » فى وقتها يعى ما يقوله تماماً ويؤمن به ، فنظرة واحدة لسطور « هوشانج » عن رفيقه فى السجن وعن تقواه وورعه ورقته وقبوله للآخر حتى لو كان « ملحداً » تكفى لتخرج بهذا الاستنتاج ، لكن الصديقين افترقا ... وغادرا السجن .

وقامت الثورة الإسلامية فى إيران ، وتشكلت الحكومة التى كان يحلم بها « خامنئى » ... والذى قال عليها إن بريئاً لن يذرف دمعة فى ظلها ، ولكن بعد سنوات قليلة كان « خامنئى » يصعد فى سلم السلطة الجديدة ، وكان فى نفس الوقت « هوشانج » يعود إلى الزنزانة ذاتها التى كان فيها اثناء حكم الشاة ، فلم يتغير منها سوى أنها صارت انفرادية دون صحبة الشيخ التقى ، وتغير السجان من حكم الشاه إلى حكم « الملالى » .

كان « هوشانج » شاباً يتوق للحرية وكان يؤمن أن ايران يمكن أن تتغير ، لذلك وقف إلى جوار الثورة الاسلامية ... وهو يؤمن بشدة بأن الديكتاتورية ستنتهى إلى الأبد ، وبراعم الحرية ستتفتح ، لكنه فجأة وجد نفسه فى الجحيم ....

معذبه ظن أنه يمثل الله على الأرض ، ورائ فى " هوشانج " جاسوساً وخائناً للثورة ... وبكل الاتهامات التى وجهها إليه ؛ أجبره تحت الجلد والحرمان من النوم والتعليق بحبل طوال أيام وليال ؛ وتهديده بأن زوجته تخضع أيضا للتعذيب ، على الاعتراف بسلطتة الالهية على الارض .

غادر " هوشانج " سجنه بعد سنوات تاركا ايران إلى باريس ، وهناك شاهد فى احدى الحفلات السفير الإيرانى فى كازاخستان ، ولم يحتاج جهداً ليعرف أنه نفسه الضابط الذى كان يتولى تعذيبه والتنكيل به فى السجن قبل مغادرتة ايران .

تخطئ لو أخذت هذه القصة على أنها شأن إيرانى ، فالمسألة أكثر عمقاً من ذلك ومتكررة ، خاصة فى شعوب ثقافة الحريات فيها ليست أكثر من شعارات ، فلا تصدق داعيا للديمقراطية إلا بعد أن تشاهد تجربته فى السلطة ، لأن هذه اللعينة « السلطة » غيرت الشيخ التقى الورع الذى كان يبكى أثناء الصلاة ، وجعلته جلادا فى نظام لم يتورع عن استخدام كل أساليب القمع والتعذيب .

فليس كل من يقول « لا الة الا اللة » يصلح لتطبيق العدل الذى هو جوهر الشريعة الاسلامية ، وليس كل من يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان يمكن أن يكون أميناً على هذه القيم ، وإلا سيظل الأبرياء يذرفون الدموع انهارا ... لا تجف أبدا .

لعن اللة السلطة .


السبت، 17 مارس 2012

الوهابيه



الوهابية مصطلح أطلق على حركة إسلامية سياسية قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الموافق للثامن عشر الميلادي على يد محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792) ومحمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية. وقد كانت بدايتهما في الدرعية إذ أعلن محمد بن عبد الوهاب "الجهاد" فشن سلسلة من الحروب (وكانوا يسمونها بالغزوات) صادروا فيها أموال خصومهم (وكانوا يسمونها بالغنائم) وخسر العديد من المسلمين أرواحهم نتيجة هذه الحروب، واعتبرتهم مصادر عديدة أنهم بذلك خرجوا على الخلافة الإسلامية التي كانت تحت حكم العثمانيين. بينما اعتبرها الوهابية إقامةً لدولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهيرًا لأمة الإسلام من الشرك، الأمر الذي جعل العديد من العلماء السنة يرى في اتهام محمد عبد الوهاب ومريديه للآخرين بالشرك مواصلةً لطريقة الخوارج في الاستناد لنصوص الكتاب والسنة التي نزلت في حق الكفار والمشركين وتطبيقها على المسلمين ، بينما يرى الوهابية أنهم هم أهل السنة الحقيقيون وهم الفرقة الناجية الوحيدة من النار، أما من خالفهم فإمّا كافر أو مبتدع ضال أو لديه أخطاء في العقيدة، ونتج عن هذه الحروب قيام الدولة السعودية الأولى، فاستطاعت أن تصل إلى دمشق شمالاً وعمان جنوباً. وفي عام 1818 حاصرت القوات المصرية بقيادة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ودمرتها، إلا أن الدولة السعودية تأسست من جديد في أوائل القرن العشرين تحت قيادة عبد العزيز بن سعود (1902 - 1953) مؤسس المملكة العربية السعودية
جاءت الدعوة الوهابية بالمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية لعقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل، والتبرك بالقبور وبالأولياء، والبدع بكافة أشكالها. ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة أي عمليا عدم الاعتماد الكلي على المذاهب الفقهية السنية الأربعة والاعتماد المباشر على النص من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح وإجماع العلماء مدللين على ذلك بأقوال للأئمة الأربعة.

مصطلح وهابية

جاءت تسمية الحركة بـ "الوهابية" نسبة إلى مؤسسها محمد بن عبد الوهاب، والتسمية بحدّ ذاتها يرفضها الوهابيون لاعتقادهم بأنها دعوة دينية وليست حركة سياسية، وأن ابن عبد الوهاب لم يبتدع مذهبًا جديدًا لكنه كان يدعو إلى ما كان عليه الصحابة والأئمة الأربعة من اتباع القرآن وسنة رسول الله في الإسلام على حد اعتقادهم؛ لذا فإنهم يفضلون تسميتهم بالدعوة "السلفية" نسبة للسلف الصالح، أو اسم "أهل السنة والجماعة" باعتبارهم الممثل الوحيد لأهل السنة بوجهة نظرهم، لكن مصطلح أهل السنة والجماعة كمصطلح تاريخي له أهميته تتمسك به الصوفية وأصحاب المذاهب السنية ، وتجده حتى في أدبيات الفرق الكلامية من أشاعرة وماتريدية مما يجعله مصطلحاً خلافياً ، لكن مصطلح وهابية يبقى مستخدما بشكل كبير من قبل معارضيهم الذين يرفضون نسبتهم إلى "السلف" وبالتالي يجدون في نسبتهم لابن عبد الوهاب الطريقة الأفضل لتمييزهم في وسائل الإعلام والكثير من المؤلفين يستخدمون المصطلح أيضا للتعبير عن الفكر أو المدرسة الإسلامية السلفية التوجه المنتشرة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي. يستخدم مصطلح وهابية كذلك للإشارة إلى النظام السلفي الحاكم بالشريعة الإسلامية أو النموذج السلفي للدولة الدينية في السعودية . يرى المفكر رياض الصيداوي أن الحديث عن الوهابية فقط خطأ علمي، و قد أعطاه مفهوم "الوهابية السعودية" و هي بذلك تعني التحالف التاريخي بين السلطة السياسية المالية ممثلة في ابن سعود والسلطة الدينية ممثلة في ابن عبد الوهاب. تذكر بعض المصادر أن مصطلح الوهابية أطلق سابقا على فرقة خارجية أباضية ظهرت في القرن الثاني الهجري والتي قامت في المغرب على يد عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الخارجي الإباضي .
حال المسلمين قبل ظهور الوهابية :
يرى أتباع الحركة الوهابية أنه في زمن محمد بن عبد الوهاب انتشر الشرك في البلاد الإسلامية، حتى أصبح الناس مشركين كمشركي الجاهلية، حيث يقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ: (وأهل نجد كانوا قبل هذه الدعوة - الدعوة الوهابية - قد بعدوا كل البعد عن تعاليم الدين والإسلام وتردوا في هاوية سحيقة من الشرك والضلال فعادوا إلى ما كان عليه مشركو الجاهلية الأولى قبل البعثة من التعلق على غير الله من الأولياء والصالحين وغيرهم من الأوثان والأصنام... وبهذا يعلم أنما كان عليه أهل نجد قبل ظهور دعوة الشيخ - ابن عبد الوهاب - من عبادة الأوثان دين شرك باطل).
بداية ظهور محمد بن عبد الوهاب :
أول ما بدأت هذه الحركة في العيينة حيث منشأ محمد بن عبد الوهاب، فبدأ بالإنكار على ما رآه سائداً في زمانه كالتبرك بالقبور والأشجار والتعلق بالتمائم، باعتبارها أعمالاً تنافي التوحيد لله. كما عمد محمد بن عبد الوهاب على التحذير من تلك الأعمال وتدمير الأضرحة والمشاهد المبنية على القبور، حتى أنه كان مستعداً للقتال من أجل ذلك، وساعده في ذلك عثمان بن معمر أمير العيينة، يقول المؤرخ ابن بشر: (إن الشيخ - ابن عبد الوهاب - أراد أن يهدم قبة زيد بن الخطاب، فأتى عند بلد الجبيلة...وسار معه عثمان بنحو ستمائة رجل، فأراد أهل الجبيلة أن يمنعوهم من هدمها، فلما رأوا عثمان وأنه قد عزم على حربهم إن لم يتركوه يهدمها كفوا وخلوا بينهم وبينها، فهدم فيها الشيخ - ابن عبد الوهاب - بيده لما تهيب هدمها الذين معه). وبدأ محمد بن عبد الوهاب بتطبيق الحدود الشرعية، كحد الزنا، حيث يقول المؤرخ ابن بشر: (أتت امرأة واعترفت عنده بالزنا بعدما ثبت عنده أنها محصنة..فأقرت واعترفت بما يوجب الرجم، فأمر بها فرجمت).

تحالف محمد بن عبد الوهاب مع محمد بن سعود :
في عام 1157 هـ في بلدة الدرعية، تعاون محمد بن عبد الوهاب مع أمير نجدي اسمه محمد بن سعود (مؤسس الدولة السعودية الأولى) على شبه حلف ديني سياسي، فبايع محمد بن عبد الوهاب الأمير محمد بن سعود على السمع والطاعة، وبايعه الأمير محمد على نشر دعوته إذا استتب الأمر له. واشترط محمد بن سعود في مبايعته للشيخ أن لا يتعرضه فيما يأخذه من أهل الدرعية مثل الذي كان يأخذه رؤساء البلدان المختلفة على رعاياهم، فأجابه محمد بن عبد الوهاب على ذلك رجاء أن يخلف الله عليه من الغنيمة أكثر من ذلك.
وصارت الدرعية حينئذ مأوى أتباع محمد بن عبد الوهاب، حتى جعلوها "دار هجرة لمن شرح الله صدره لذلك". فكثر المهاجرون عند محمد بن عبد الوهاب حتى ضاق عليهم العيش، وجعل محمد بن عبد الوهاب ينشر فكره هناك بين الناس.
بداية معاركهم :
بعد أن استقر الأمر لمحمد بن عبد الوهاب بالدرعية أمر أتباعه بما سماه "الجهاد" فحض الناس على قتال المسلمين، فامتثلوا، فأغاروا أول ما أغاروا على بعض العرب فسلبوا أموالهم ورجعوا.
وبدأت بعدها سلسلة طويلة من الغارات على السكان المسلمين في شتى المناطق بدعوى أنهم مشركين كمشركي الجاهلية، فكانت المصادمات العسكرية العنيفة بين هذه الجماعة وقبائل المنطقة من حولها. وكان ذلك كله بتوجيه من محمد بن عبد الوهاب، يقول ابن غنام: وقد بقي الشيخ – ابن عبد الوهاب – بيده الحل والعقد والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيش ولا يصدر رأي إلا عن قوله ورأيه. إلى أن استولى الوهابية على أغلب الجزيرة العربية وأصبحت تحت سيطرتهم.

من معاركهم :

في عام 1212 هـ، غزو عرب الشام، يقول المؤرخ ابن بشر: وفيها غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم، وقصدوا أرض الشام، وأغاروا على عربان الشرارات فانهزموا فقتل منهم نحو مائة وعشرون رجلا. وأخذوا جميع محلتهم وأمتاعهم وأزوادهم وأخذوا من الإبل خمسة آلاف بعير وأغناما كثيرة. وعزلت الأخماس فأخذها عمال عبد العزيز وقسم حجيلان باقيها على الجيش غنيمة.
في عام 1216 هـ غزو كربلاء، يقول المؤرخ ابن بشر: وفيها - سنة 1216 هـ - سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع حاضر نجد وباديها والجنوب والحجاز وتهامة وقصدوا أرض كربلاء ونازل أهل بلد الحسين، فحشد عليها المسلمون وتسوروا جدرانها ودخلوها عنوة، وقتلوا غالب أهلها في الأسواق والبيوت، وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين، وأخذوا ما في القبة وما حولها، وأخذوا النصيبة التي وضعوها على القبر، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت والجواهر، وأخذوا جميع ما وجدوا في البلد من الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة.
في عام 1217هـ، غزو الطائف، يقول المؤرخ ابن بشر: فساروا -الوهابية- إلى الطائف وفيها غالب الشريف وقد تحصن فيها، وتأهب واستعد لحربهم. فنازلته تلك الجموع فيها فألقى الله في قلبه الرعب وانهزم إلى مكة، وترك الطائف فدخله عثمان ومن معه من الجموع -الوهابية - وفتحه الله لهم عنوة بغير قتال، وقتلوا من أهله في الأسواق والبيوت، فقتل منهم عدة مائتين. وأخذوا من البلد من الأموال الأثمان والأمتاع والسلاح والقماش والجواهر والسلع الثمينة ما لا يحيط به الحصر ولا يدركه العد.
في عام 1217 هـ، غزو مكة المكرمة، يقول المؤرخ ابن بشر: ودخل سعود مكة واستولى عليها وأعطى أهلها الأمان وبذل فيها من الصدقات والعطاء لأهلها الكثير، فلما خرج سعود والمسلمون من الطواف والسعي، فرّق أهل النواحي يهدمون القباب التي بنيت على القبور والمشاهد الشركية، وكان في مكة من هذا النوع شيء كثير في أسفلها وأعلاها ووسطها وبيوتها. فأقام فيها أكثر من عشرين يوما. ولبث المسلمون في تلك القباب بضعة عشر يوما يهدمون، يباكرون إلى هدمها كل يوم.
في عام 1220 هـ غزو المدينة المنورة، يقول المؤرخ ابن بشر: وفي أول هذه السنة قبل مبايعة غالب، بايع أهل المدينة المنورة سعود على دين الله ورسوله السمع والطاعة، وهدمت جميع القباب التي وضعت على القبور والمشاهد وذلك أن آل مضيان رؤساء حرب وهما بادي وبداي ابني بدوي بن مضيان ومن تبعهم من عربانهم أحبوا المسلمين ووفدوا على عبد العزيز وبايعوه، وأرسل معهم عثمان بن عبد المحسن أبا حسين يعلمهم فرائض الدين وقرر لهم التوحيد. فأجمعوا على حرب المدينة ونزلوا عواليها، ثم أمر عبد العزيز ببناء قصر فيها فبنوه وأحكموه واستوطنوه، وتبعهم أهل قباء ومن حولهم وضيقوا على أهل المدينة وقطعوا عنهم السوابل وأقاموا على ذلك سنين.
في عام 1220 هـ غزو بلدة المشهد العراقية، يقول المؤرخ ابن بشر: وفيها سار سعود بالجيوش..ونازل بلد المشهد المعروف في العراق..فلم يقدروا على الوصول إليه، وجرى بينهم مناوشة رمي من السور والبروج..ثم رحل عنه سعود وأغار على الرملات من عربان غزية، فأخذ مواشيهم.
في عام 1222 هـ، غزو البصرة، يقول المؤرخ ابن بشر: ثم سار إلى البصرة ونزل عندها وسار المسلمون على جنوبها ونهبوا فيه وقتلوا قتلا.
في عام 1225 هـ، غزو عمان، يقول المؤرخ ابن بشر: فسارت تلك الجنود إلى عمان فنازلوا أهل بلد مطرح المعروف على الساحل وأخذوه عنوة، وقتلوا من أهله قتلى كثيرة، وغنموا منه أموالا عظيمة.

استعادة الجزيرة العربية منهم :
بعد أن دارت معارك واسعه من قبل الوهابيين مع العثمانيين، وتم توحيد الجزيرة العربية تقريباً تحت سيطرتهم، تم استعادتها من خلال الجيوش المصرية التي أرسلها محمد علي باشا بأمر من السلطنة العثمانية وبقيادة أبنه إبراهيم باشا، وظل الجزء المسيطر عليه من الجزيرة تحت القيادة المصرية حتى تراجعت مصر عن كل ما سيطرت عليه في أواخر عهد محمد علي بعد الحرب بينه وبين العثمانيين والتي أنتهت بهزيمته رغم اقترابه من الأستانة، بسبب التدخل الأوروبي لصالح الأستانة.
عودة الوهابية :
سرعان ما تمكنت الوهابية من تنظيم نفسها وترتيب صفوفها. حققت الوهابية انتشارا واسعا بعد أن تبناها محمد بن سعود كمذهب لحركته التي سرعان ما سيطرت على معظم شبه الجزيرة العربية بسبب الدعم المالي الكبير [من صاحب هذا الرأي؟] مما أدى إلى انتشار دعوتهم في الجزيرة العربية، إلى أن انتقلت أفكارها إلى بلدان أخرى، حيث تأثر بها بعض علماء مصر والشام والعراق وغيرها من البلدان القريبة.
منهج الوهابية في العقيدة :
يرى أتباع محمد بن عبد الوهاب أن منهجهم هو المنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة حيث اعتمدت أفكار ابن عبد الوهاب بشكل عام على إحياء فكر ابن تيمية وابن قيم الجوزية في نبذ العادات التي رآها الشيخان ملتبسة بالشرك والتي كانت منتشرة في الأوساط المسلمة وتنقية العقيدة الإسلامية المبنية على التوحيد الكامل لله، أما في مجال الفقه فقد اتبعوا منهج ابن تيمية الذي سلك بشكل عام مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفقه ، وخالفه في بعض المسائل منها ما يتعلّق بباب الطلاق ومسألة التوسل.

الوهابية كنظام للحكم :

يتبنى أتباع الوهابية فكرة الدولة الدينية ويرون أن الدولة لابد أن تُحكم بالشريعة الإسلامية ويطبقون ذلك من خلال بعض الآليات منها:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: حيث تأسست هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية، أتباعها هم طائفة من الموظفين المدنيين يجوبون الشوارع ويفرضون ما يعتبر في باقي البلدان الإسلامية بأنه خيار شخصي. وإن كانت قد تفاوتت درجة فرضهم للعبادات والاخلاق حسب الحقبة، حيث بالرياض قديما إذا مر أحد المطوعين بجانب منزل وشم رائحة تبغ كان لا يتورع عن اقتحام المنزل وضرب المدخن لانتشار الجهل آنذاك. اما الآن فقد اقتصر عملهم على حدود أضيق مثل اغلاق المحلات أوقات الصلوات. ويعتبر السلفيون نظام الهيئة الحالي هو التطبيق الأمثل لنظام الحسبة المستوحى من الآية: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾، والذي كان متبعا بالعصور الإسلامية . وكلمة المحتسب أو المطوع مشتقه من الاحتساب لوجه الله (المحتسب) أو التطوع لوجه الله (المطوع). يعتبر المعارضون للوهابية أنها تغذي النظام القمعي لمن هو مخالف للحاكم حيث تعتبر أن الخروج على الحاكم حرام شرعا ويجوز استخدام القوة في سحق المعارضين .

انتقادات :

تعرّضت الوهابية منذ ظهور حركتهم للنقد من قبل كثير من علماء السنة - (حنابلة) و(أشاعرة مالكية وشافعية) و(ماتردية أحناف) -، ومن هؤلاء الأعلام الذين انتقدوا الوهابية وفي مقدمتهم سليمان بن عبد الوهاب الحنبلي أخو محمد بن عبد الوهاب في كتابه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية"، وأحمد زيني دحلان مفتي الشافعية في مكة في كتابيه "فتنة الوهابية" و"الدرر السنية في الرد على الوهابية"، وابن عابدين الحنفي، والصاوي المالكي صاحب الحاشية على تفسير الجلالين، ويوسف الرفاعي في كتابه "نصيحة لإخواننا علماء نجد" والبوطي في كتابه "السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي"، ومحمود سعيد ممدوح في مقدمة كتابه "كشف الستور عما أشكل من أحكام القبور"، وكذا الصنعاني، وأبو الهدى الصيادي، ومصطفى صبري، ومحمد زاهد الكوثري، بالإضافة إلى علماء آخرين من الأزهر والزيتونة والقرويين، وفيما يلي مختصر هذه الانتقادات في عدة نقاط:
نقل مسائل الفروع إلى الأصول، مثل مسائل البناء على القبور، والتوسل بالأنبياء والأولياء.
الإفراط في تكفير وتضليل كل من هو على اختلاف معهم، وتكفير أئمة الشيعة الإمامية وأكثر الصوفية .
تعرضهم لأئمة السنة بالتخطئة في العقيدة والتبديع في بعض الأحيان والإخراج من دائرة السنة في أحيان أخر .
تزوير التراث، وذلك بحذف وتغيير ما كان يخالف منهجهم من كتب التراث الإسلامي التي لا يستطيعون منع دخولهم للسعودية لأن عامة المسلمين يحتاجون إليها، مثل ما فعلوا في كتاب الأذكار للنووي، وحاشية ابن عابدين الحنفي، وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين، وحذف الجزء العاشر في بعض النسخ من الفتاوى لابن تيمية وهو الخاص بالتصوف .
قتال من يقولون عنهم أنهم "معادون لأهل التوحيد" وأخذ أموالهم وأمتعتهم بدعوى أنهم مشركون. حيث يقول المؤرخ ابن بشر: وكان قد أقام هذا الحرب نحو سبع وعشرين سنة. وذكر أن القتلى بينهم في هذه المدة نحو أربعة آلاف رجل. وهذا القتل وأخذ الأموال قد امتلأت به كتب التاريخ لابن غنام وابن بشر المؤرخ السعودي النجدي الحنبلي .
الخروج على الخلافة الإسلامية العثمانية، حيث سعى محمد بن عبد الوهاب لإقامة مذهبه بالقوة والسيف، فاستولى على قسم كبيرمن الجزيرة العربية، وهاجم الكويت وساحل عمان ودمشق وكربلاء والنجف.
هدم الشواهد والآثار النبوية المتبقية مثل ما فعلوا بمكان ولادة النبي محمد بن عبد الله، ومكان عيشه في مكة، وبستان الصحابي سلمان الفارسي حيث كانت هناك نخلة غرسها النبي محمد بن عبد الله، وبيت الصحابي أبو أيوب الأنصاري، وردم بئر العين الزرقاء، وبئر أريس (بئر الخاتم)، وبئر حاء، وغيرها . وكذا هدم الأضرحة والقباب وقبور الصحابة وآل البيت . التي يقام عليهم نوع من أنواع العبادة لانها حسب اعتقادهم والتي تعتبر من وسائل الشرك والغلو في الأنبياء والصالحين, مستندين إلى حديث أخرجه مسلم في صحيحه يقول بنهى النبي محمد عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها. رغم أنها قد تحمل قيمة تاريخية أو أثرية أو فنية أو حتى دينية لغيرهم من المسلمين أو غير المسلمين. وتمثل ذلك في هدم العديد من الشواهد في السعودية. وكذلك هدم مرقد الزبير بن العوام في البصرة.
تحريمهم الاحتفال بالاعياد والمناسبات من ذكرى مولد ونحوه باعتبار ذلك عبادة لمن يحتفل بمناسبته وتعظيم له.


الجمعة، 16 مارس 2012

معلومات غريبة جداً....لكنها مفيدة





للتخلص من النمل : ضع قشر الخيار في المكان الذي يخرج منه النمل
... ........................
للحصول على مكعبات نقية من الثلج ... إغلي الماء أولاً ....
.............................
لجعل المرايا تلمع ... إمسحها بالسبيرتو ....
...............................
لنزع العلكة عن الملابس ... ضع الثياب في فريزر الثلاجة لمدة ساعة...
...............................
لتبييض الملابس ...ضعها في ماء مغلي مضافاً إليها شريحة ليمون لمدة عشر دقائق ، ثم اغسلها
...............................
لإعطاء الشعر لمعاناً... أضف ملعقة صغيرة من الخل للشعر ثم اغسله جيداً ...
.................................
لجعل الليمون يعطي أكبر كمية من العصير.. ضعه في ماء ساخن لمدة ساعة قبل عصره.. 
............................
لإزالة رائحة الملفوف أثناء الطبخ ... ضع قطعة خبز فوق الملفوف في الوعاء...
.............................
لإزالة رائحة السمك من اليدين .... غسل اليدين بقليل من خل التفاح..
.............................
لمنع الدمع عند تقشير البصل.... امضغ لبان ... 
.......................
للتأكد من صلاحية المشروم.... رش قليلاً من الملح على الفطر ، فإذا تحول لونه للون الأسود ، فإنه جيد ، وإن تحول لونه للأصفر فإنه سام .
............................
لسلق البطاطس بسرعة... قشر حبة البطاطس من جهة واحدة فقط قبل السلق
...............................
لسلق البيض بسرعة...... أضف قليلاً من الملح إلى الماء .
.................................
لإذابة الفرخه المجمدة.... ضعها في ماء بارد مضافاً إليه ملعقتين كبيرتين من الملح...
............................
لمعرفة السمك الطازج... ضعه في ماء بارد ، فإذا طفا على السطح فإنه طازج ...
.............................
لمعرفة البيض الطازج.... ضع البيضة في الماء ، فإن رسبت بشكل أفقي فإنها طازجة ، وإن رسبت بشكل مائل ، فإن عمرها 3-4 أيام ، وإن رسبت بشكل عمودي ، فإن عمرها 10 أيام ، وإن طفت فإنها فاسدة.... . 
..........................
لإزالة الحبر عن الملابس... ضع كمية من معجون الأسنان على بقعة الحبر، واتركه حتى يجف تماماً ، ثم إغسل كالمعتاد
..............................
لتقشير البطاطا الحلوة بسرعة...ضعها في الماء البارد فوراً بعد نضجها ...
.............................
لمنع فوران الحليب..... إغسل الوعاء بالماء البارد (من الثلاجة) قبل غلي الحليب.....
...............................
للتخلص من الفئران.... رش الفلفل الأسود في الأماكن المحتمل وجود الفئران فيها ، عندها تجد الفئران تخرج هاربة بسرعة !