الجمعة، 8 يونيو 2012

بالفيديو..مفارقات فى حياة فرج فودة من القلم إلى الرصاص


فرج فودةفرج فودة
ثلاثة مواقف تدهش كل من يعود للتاريخ ليعرف مشوار المفكر الحر فرج فودة، والذى نمر بذكرى رحليه العشرين، الذى تم اغتياله أمام مكتبه فى يونيه 1992، خوفًا من قلمه الذى ينير العقول ويدعوها للتفكر والتعقل، أولى هذه المفارقات كانت خروج حشد كبير من أبناء الشعب المصرى فى وداع "فودة" بعد الاعتداء عليه بالرصاص، وانتقال روحه لربه بعد ست ساعات من الحادث المشين.

تحولت صلاة الجنازة على روح الراحل الكبير إلى أكبر مظاهرة غضب فى التسعينيات تندد باغتياله، وترفض تكفير المفكرين وتقمع صوت أقلامهم المنيرة بالرصاص، وهو ما دل على أن هذا الشعب المتدين بفطرته يعىّ جيدًا، ولا يحتاج لمن يكون له مرشدًا لعقله، فيكفر الآخرين لاختلافه معهم فى الرأى والفكر، ويصدر فتاوى تبيح إهدار دمه.

أما الموقف الثانى، فجاء فى نص التحقيقات مع القاتل "عبد الشافى أحمد رمضان"، فكان السؤال البديهى: لماذا اغتلت فرج فودة؟ فقال المتهم: لأنه كافر، فسأله: ومن أى كتبه عرفت أنه كافر؟ فرد: أنا لم أقرأ كتبه، فسأله كيف؟ فرد: أنا لا أقرأ ولا أكتب.

الموقف الثالث وكان مدهشا جدًا، هو أن الشيخ محمد الغزالى، تطوع ليدلى بشهادة فى التحقيق بالرغم من أنه لم يكن مطلوبًا فى التحقيقات، وقال إن فرج فوده مرتدٌ ، مستحقٌ للقتل، وأن القاتل لم يذنب إلا فى أنه جار على حق السلطة، أى أن السلطة هى صاحبة الحق الوحيد فى القتل، وهو ما يعنى أن عقوبة القاتل تنحصر فى قيام بفعل من حق السلطة، لا لأنه أهدر دم إنسان قيل له أنه كافر، ولم يتبين من كفره أصلاً، وعندما سئل "الغزالى" عن عقوبة الافتئات فى الإسلام، أجاب: لا شىء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق