الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

قصفت الولايات المتحدة الأمريكية ليبيا في 15 أبريل 1986






في عملية سميت عملية الدورادو عبر عمليات جوية مشتركة بين القوات الجوية والبحرية وقوات المارينز الأمريكية.
بعد مناوشات استمرت لعدة سنوات بين الولايات المتحدة الأمريكية وليبيا، بسبب المطالب الإقليمية الليبية بشأن خليج سرت، بدأ التفكير في أمريكا للقيام بعملية جوية ضد أهداف أرضية داخل ليبيا. في مارس 1986 توغلت البحرية الأمريكية لمسافة 12 ميل بحري داخل المياه الإقليمية الليبية، وأرسلت حاملة طائرات إلى هناك للقيام بمناورات عسكرية. كان الرد الليبي على المناورات عدوانياً مما أدى إلى أحداث خليج سرت. بعد أقل من أسبوعين، في الخامس من أبريل انفجرت قنبلة في ديسكو لابيل في برلين الغربية مما أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وإمرأة تركية وجرح 22 آخرين. أدعت أمريكا أنها حصلت على نسخة برقية من عملاء ليبيين في ألمانيا الشرقية شاركوا في الهجوم.


في 15 أبريل 1986 قامت 66 طائرة أمريكية انطلق بعضها من قواعد بريطانية بشن غارة وقصف أهدافي العاصمة الليبية طرابلس، ومنطقة بنغازي. قال المتحدث باسم البيت الأبيض لاري سبيكس أن الهجوم كان يستهدف مواقع عسكرية رئيسية ولكن التقارير تشير إلى ان الصواريخ ضربت أيضا بن عاشور، وهي ضاحية مكتظة بالسكان في العاصمة. كما تم قصف المجمع السكني الذي يقيم فيه الرئيس معمر القذافي قتلت فيه ابنته المتبناه هناء القذافي. بالإضافة لذلك فقد قتل 45 جندي ليبي و 15 مدنياً. برر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الهجوم عن طريق اتهام ليبيا بالمسؤولية المباشرة عن الإرهاب الموجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكي. وقال في خطابه التلفزيوني الذي أذيع بعد الهجوم بساعتين: "عندما تعرض مواطنونا لهجوم أو لسوء المعاملة في أي مكان في العالم بناء على أوامر مباشرة من انظمة معادية، فإننا سنرد طالما أنا في هذا المنصب".


اسباب العدوان هو خليج سرت


الذي كان يعرف سابقاً باسم "خليج السدرة أما سرت فتعني بالأمازيغية الخليج، يشكل جزء من الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط ويمتد بطول 800 كيلومتر من مدينة بنغازي شرقا حتّى مدينة مصراتة غربا، وتقع على شاطئه معظم موانئ تصدير النفط الليبي، والتي من أقدمها ميناء السدرة الذي يسمّى به الخليج أحيانا. الاسم الحقيقي للخليج هو خليج السدرة تاريخيا.
لم تظهر اية خلافات حول الخليج المذكور الا سنة 1973 عندما أعلنت ليبيا رسميّا أن كامل خليج سرت جزء من مياها الإقليمية، ورفضت أميركا هذا الاعلان دون دول العالم الأخرى، متذّرعة "بأن ليبيا لاتملك مقوّمات السيطرة على هذا الخليج الكبير"، ماتسبب في وقوع نزاع مسلح بين البلدين في 1981.
على الرغم من الحوادث التي تطرأ على علاقات البلدين بين فترة وأخرى منذ الاعلان الليبي المشار اليه، الاّ أن خليج سرت لم يكن أحد أسبابها الاّ بحلول سنة 1980، عندما وصل رونالد ريجان إلى رئاسة الولايات المتحدة، وصار يستغل كل الأسباب التي تمكنه من تحجيم الدور الليبي والجهود الليبية لتوحيد المعارضين لأميركا وسياساتها وعلى الأخص في المنطقة العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق