الأحد، 18 ديسمبر 2011

هل مصر حاليا مقسمة بالفعل ؟؟





هل الدولة المركزية في مصر ذهبت إلى الأبد ما لم تحدث معجزة ؟؟
الرهان هو الجيش المصرى وصموده .. لكن كيف ؟؟




هناك حقائق بسيطة للغاية بلغة المواطن البسيط ثم ندخل إلى تفاصيل الخطة التى بالفعل بدأ تنفيذها وإنطلق قطارها
هل يمكن لقوى الأمن المصري أن تدعي أنها تسيطر على سيناء حاليا؟
بكل تأكيد الإجابة بلا وستظل بلا حتى فترة طويلة جدا في ظل توافر عتاد حربي حقيقي في سيناء خاصة الجزء الشمالي منها 


هل يمكن أن تدعي الدولة سيطرة حقيقية على منطقة الجنوب بالكامل؟
أظن أن لا هي الإجابة المناسبة فلا الشرطة المصرية قادرة على التواجد الفعال على الأرض ولا فكرة الدولة واضحة في أذهان السكان خاصة بعد أحداث يناير


هل يمكن أن تمارس الدولة دورا ضابطا في حالة عصيان مدني سلمي على مساحات واسعة من الدولة؟
الإجابة المنطقية هي بالطبع لا لأن الدولة التى اعتمدت نظاما يقوم على إحساس المواطن بسطوة رجل الشرطة وليس سطوة الدولة قد خسرت هذه المعركة للأبد مع إنهيار جهازها الأمنى وتلاشي أجهزتها الخدمية تماما من حكم محلي وخدمات تعليمية أو طبية أو غيره ولمدة طويلة حتى الأن وأظن أنها لن تكون قادرة على ذلك لفترة من الزمن
هل هناك من هو قادر على ضبط الأمر في تلك المناطق؟


الإجابة حتى الآن هي الجيش ولكن محاذير قيام الجيش بعمليات الضبط مرعبة فالجيش قوة تدربت على ممارسة عمليات الضبط ضد أماكن جغرافية معادية بالطبيعة وهو ما يعنى أنه قادر بالطبع على التدخل ولكن وفقا لإستخدام قوة غير صالحة للقيام بعمليات ضبط الإيقاع المدني فلا تدريبه ولا تسلحيه مناسب للعملية على عكس الشرطة التى هي بحكم تدريبها وتسلحيها قادرة على التصدي (كما كان مفترضا) للإضطرابات المدنية وحالات الشغب


البداية:
كان مثيرا لمن حضر أحد لقاءات الكاتب البريطاني روبرت فيسك في المركز الثقافي البريطاني في القاهرة في منتصف الثمانينات أن تحدث روبرت فيسك عن رؤيته لخريطة مصر الجديدة التى تعمل عددا من القوى على تنفيذها حين قال : انني منذ حوالي 20 سنة شاهدت خريطة لمصر تقسمها الى قرى مسيحية في الصعيد واخرى مسلمة في الدلتا ملونة بالاخضر والازرق كما كان يفعل في بلفاست عندما كانت المناطق البروتستانتية تلون بالبرتقالي, والكاثوليكية بالاخضر, وكنا نقول اننا اذا مزجناهم سنحصل على (كوكاكولا)


ربما لم يكن أحدا يهتم وقتها بالأمر لأننا كالعادة لا نتنبه للأمر إلا حينما يصبح واقعا معاشا وعندما تحدث روبرت فيسك عن خريطة الكوكاكولا كان يتحدث عن خريطة تمت صياغتها منذ عشرون عاما أي في نهاية الستينات


لكن الخريطة التى تحدث عنها روبرت فيسك كانت تخضع لعمليات تعديل وتباديل وتوافيق طوال الوقت يتم فيها إعادة توزيع الأدوار ودخول لاعبين جدد وخروج لاعبين لم يثبت قدرتهم على القيام بالدور لكن الخطة كانت واضحة في أذهان صناع السياسية الأمريكية وفقا لمقولة خرجت دون أن يفهمها أحد واكتفي الجميع بالتندر عليها ظنا منه أنها تخص العراق فقط حين تحدثت كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة
كونداليزا رايس كانت تعلن ببساطة عن دخول الخطة مراحلها النهائية وعلينا التنبه إلى أن عامل الزمن في حياة الشعوب لا يقاس بعام أو عامين لكنه يقاس بعشرات السنين وهو ما يفهمه جيدا المهتمين بالشأن السياسي بينما نحتاج نحن إلى أن يصبح الحدث متواصلا علي مدار أيام قليلة لكي نفهم أن هناك شيئا يتم على أرض الواقع
عندما نعود إلى اللحظة التى تحدثت فيها كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة يجب أن نتذكر التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي المنشور في دورية كيفونيم والذي جاء به نصا:( لقد غدت مصر باعتبارها كيانا مركزيا مجرد جثه هامده لا سيمــــــا اذا اخذنا فى الاعتبار المواجهات التى تزداد حدة بين المسلميــــن والمسيحيين وينبغى أن يكون تقسيم مصر الى دويلات منفصلـــــة جغرافيا هو هدفنا السياسى على الجبهة الغربية خلال سنـــــوات التسعينيات ، وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سلطتها المركزيه فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى مثل ليبيا والسودان وغيرهـــــــــــما من البلدان الأبعد)


حتى تصبح الأمور غير مستعصية على الفهم يجب أن نقول أن تفجر الصراع على النحو الحالي في ليبيا واليمن وسوريا لم يحدث إلا بعد أن إختفت دلائل الدولة المركزية المصرية 


هل هناك حل لكل هذا؟
حتى اللحظة فإن الحديث عن إنتظار الحل من التنظيمات الحزبية والرئيس القادم بالإنتخاب هو حديث أشك كثيرا في صدقه بقدر ما أشك في أن الأمور ستنتظر حتى وصول هذا الرئيس الذي لا أظنه سيكون قادرا على اتخاذ قرارات غير شعبية لحماية وحدة الدولة وفرض سيطرتها على حدودها بشكل حقيقي
هنا لابد أن نعود مرة أخرى للمؤسسة الوحيد القادرة على تنفيذ إرادتها على أرض الواقع وهي الجيش ورغم كل الحساسيات التى تحيط بتحركه وتفاعله مع الأحداث فإنه سيكون مجبرا مرة أخرى على التدخل لحماية بقاء الدولة حتى لو كان ذلك ضد رغبة الكثيرين وبصورة لا يرضى عنها الكثيرين


إذا ما سقطت الدولة بالكامل في يد تلك الأحزاب فإن الحديث عن الديمقراطية سيعد حديثا عن المجهول فحتى اللحظة لا يوجد لدينا نظام تعليمى حقيقي ولا نظام سياسي حقيقي وحالة الأفكار في الريف والمناطق النائية تثير الرعب بقد ما تثير الدهشة ويجب أن نتذكر جيدا أن حماس غزة جاءت بإرادة شعبية لكنها لم تستمع لصوت الشعب مرة أخرى وقررت البقاء بقوة السلاح وبإرادة الله اللذين يحتكرون كلمته وتفسيرها


الجيش المصري هو الوحيد المطالب والقادرعلى فكرة بقاء الدولة
مرة أخرى مصر ستكون مجبرة على القبول بحكم مركزي وعسكري وسيكون هذا الحكم مقبولا ومرغوبا لكنه سيكون مطالبا بأن يؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي ليس عبر بعض التعديلات الدستورية وبعض نصوص القانون لكن عبر عمل حقيقي لإعادة صياغة الوعي المصري وممارسة إستئصال كامل مرة واحدة وللأبد لتيار ظلامي يصر على أن يبيع نفسه للجميع في سبيل أن يحكم تنفيذا لمخطط أكبر و أشمل من حكم مصر وهو مخطط (الأخوية العالمية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق