الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

الإخوان المسلمون أول من ابتدعوا الاغتيال باسم الإسلام في العصر الحديث - الشيخ محمود عامر


الإخوان المسلمون أول من ابتدعوا الاغتيال باسم الإسلام في العصر الحديث


 طبيعة فكر الإخوان المسلمين من خلال حسن البنا نفسه التي تتسم بالعنف وفي نفس الوقت بالجهل لقواعد أصول الدين لفهم الغاية من الدين ذاته ، مما أدى إلى وجود مدرسة فكرية تتحدث باسم الإسلام وهي لا تدرك أن أفكارها أقرب إلى فكر الخوارج ، وكذلك في تعرضهم لشعيرة الجهاد تجاهلوا أحكاماً هامة لفهم هذه الشعيرة فنتج عن كل ذلك هذه الإفرازات الحزبية الدينية التي لا تدين إلا لأفكار رؤسائها وكل على حسب هواه فتمزقت الجماعة المسلمة في البلد الواحد إلى شيع وأحزاب فضعفت سلطة كل بلد فطمع العدو الخارجي في بلاد المسلمين على النحو الذي نراه من تدخلات سافرة في الشئون الداخلية من إندونيسيا إلى المغرب العربي . و طريقة البيعة التي كانت تؤخذ لحسن البنا بعلمه وإشرافه وتخطيطه حيث الغرف المظلمة والرجل الشبح الذي يخفي كل جسده والقسم على المصحف والمسدس والطاعة المطلقة للقيادة والاستنفار الدائم والشحن المعنوي والنفسي انتظاراً للأمر افعل أو لا تفعل .


إن أي دعوة عقيدية دينية لابد أن يكون لديها مسوغات وأدلة دينية على صحة زعمها وبغض النظر عن المقاصد والنوايا فإننا نناقش منهجاً وأفكاراً ترتبت عليه أعمال إجرامية هزت كيان الأمة ولا زالت ، فالتعلل بحسن النية غير وارد وإلا سوغنا لكل زاعم بحسن النية أن يعمل أعمالاً لا تضر نفسه فحسب بل تضر المجتمع بأسره وقديماً قال ابن مسعود رضي الله عنه : وكم من مريد للخير لم يدركه .


فبعدما أعد حسن البنا الشخصية المطيعة والموالية له تماماً لم يبق إلا العمل والتنفيذ وما المقصود بالعمل هنا القتل والاغتيال تحت شعار الجهاد .وبما أن طبيعة الفكر فيه شق سري لا يعلمه أتباع الإخوان أنفسهم أو المتعاطفون بدون انخراط كان من الصعب تصديق ما أكتبه، إلا أن ما أكتبه إنما هو نقل عن القيادات الكبيرة لهذه الفرقة الإخوانية ـ والآن حي على الجهاد :ـ


التنظيم السري لحسن البنا يريد أن يقتل فلاناً ولأن الأتباع على دين ودعوة فلا بد من التمهيد بمسوغات شرعية وأدلة دينية ليكون المنفذ على عزم وعقيدة في صحة ما يقدم على تنفيذه خاصة وأن المطلوب هو القتل ، فالمسلم العادي يعلم علم اليقين ما لهذه الفعلة الشنيعة من آثار في الدنيا والآخرة، فكيف سوغ حسن البنا بفكره وفكر قياداته هذه الأفعال ؟ الإجابة عند محمود الصباغ القيادي الكبير لتنظيم حسن البنا في كتابه حقيقة التنظيم الخاص (( والذي قدم هذا الكتاب سنة 1989 هو المرشد السابق مصطفى مشهور )) حيث يقول الصباغ في ص 428 :ـ 


حكم الشريعة الإسلامية باغتيال المحاربين من الأعداء :


إن هؤلاء الجنود الأبرار [ التنظيم السري] قدموا دمهم ثمناً للجنَّة لم يقدموه عن إثارة عاطفية حمقاء بل عن علم ويقين بحكم دينهم الحنيف ، فكلهم قبل أن يستعذب الموت في سبيل الله ويعلن أنه أسمى أمانيه قد تعلم كل ما شرعته عقيدته الإسلامية من قواعد القتال والشهادة في سبيل الله ولا حاجة لأحد منهم لعالم يفتي له ، هل يعمل أو لا يعمل ولا قائد يقول له هل يتطوع أو لا يتطوع ولكن كتاب الله الذي بين يديه وسنة رسول الله التي تعلمها هي التي تقوده إلى التطوع ليحظى بريح الجنَّة وينزل في الفردوس الأعلى منازل الأنبياء والصديقين والشهداء . أ. هـ .


قلت : وكأنني أمام كلام أسامة بن لادن تماماً في إحدى تسجيلاته حينما قال نفس المعنى الذي ساقه الصباغ موجهاً الكلام للشباب المسلم الذي نفذ عمليات القتل والتدمير بأنهم ما انتظروا فتوى عالم أو فقيه .


ولنا أن نتخيل لو أن كل مجموعة أرادت الجنَّة والآيات والأحاديث بين أيديهم كما يزعم المدلس محمود الصباغ جهلاً منه بفقه هذه الآيات وهذه الأحاديث ـ وصدق القول المأثور حينما قال في شأن أمثال ( حسن البنا ومحمود الصباغ وأسامة بن لادن ) يقرأون القرآن ويحسبون أنه لهم وهو عليهم .


إذن نحن أمام أناس باعوا أنفسهم يريدون الجنَّة حتى وصل الحال الآن بعد تطور الفكر من سيء إلى أسوأ ابتداءً من حسن البنا إلى عصر أسامة بن لادن أنهم يلغمون أنفسهم ليفجرونها في مؤسسات حكومية في الحجاز وعلى مقربة من مكة والمدينة ، وفي الميادين العامة كما حدث في ميدان الأزهر وسوق شرم الشيخ وميدان التحرير ، فإذا لم ينتبه المجتمع ويتعامل مع هذه الظاهرة تعاملاً شرعياً فكرياً فمن الصعب أن تخمد نارها .


وهذا الذي كتبه محمود الصباغ هو عين التدليس باسم الدين يُغرر به البسطاء من الشباب الأغر المتحمس .


ويقول محمود الصباغ في كتابه السابق ص 429 وما بعدها :


اسمح لي أيها القارئ العزيز أن أقدم لك في هذا السياق ثلاثة نماذج من الأمثلة التي حض الرسول صلى الله عليه وسلم فيها جنده لاغتيال المحاربين من أعداء الدين لتعلم أن مصادر التشريع الموجودة بين أيدي المسلمين هي التي تقودهم وأنه ما دام الكتاب والسنة في حفظ من الله ، فلن يذوق الكفار طعماً للراحة حتى ينتصر الحق ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون . ويقول الصباغ باختصار :ـ


1ـ سرية محمد بن سلمة لقتل كعب بن الأشرف : حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ينتدب لقتل كعب )) قال محمد بن سلمة الأوسي رضي الله عنه : أنا الكفيل به لك يا رسول الله ... إلى أن قال الصباغ : اقرأ يا أخي هذه الواقعة التي وقعت على أيدي رسول الله وأصحابه لتعلم أن قتل أعداء الله غيلة من شرائع الإسلام ...


2ـ سرية عبد الله بن أنيس الجهني السلمي ألأنصاري لقتل سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي .


3ـ سرية عبدالله بن عتيك لقتل أبي رافع عبدالله أو سلام بن أبي الحقيق اليهودي .


ثم ساق محمود الصباغ أدلته وانتهى بالنتائج التالية :


1ـ يجوز اغتيال المشرك الذي بلغته الدعوة وأصر على العداء والتحريض على حرب المسلمين .


2ـ يجوز اغتيال من أعان على قتال المسلمين سواء بيده أو بماله أو بلسانه .


3ـ يجوز التجسس على أهل الحرب .


4ـ يجوز أن يتعرض القليل من المسلمين للكثير من المشركين .


ويقول الصباغ بعد ذلك :


ماذا فعل الإخوان المسلمون بعد صدور قرار الحل ( أي قرار النقراشي باشا بحل الإخوان ) ؟


كان الإخوان المسلمون إما مجاهدين في فلسطين أو معتقلين في معتقلات مصر أو مسجونين داخل سجونها أو طلقاء لم يهتد إليهم البوليس السياسي ليعتقلهم . أ . هـ .


قلت : إن محمود الصباغ القيادي الإخواني والتلميذ النجيب في مدرسة حسن البنا يريد بما ساقه أن يؤكد ويثبت أن الشرع بأدلته التي ساقها حسب فهمه الخاطئ تسوغ له قتل رئيس الوزراء المصري السابق محمود النقراشي باشا وبالتالي على كل من يعتقد أن فلاناً عميلاً للاستعمار أن يقدم على قتله ولا حرج من حيث الشرع وأصبحت الأدلة الشرعية ألعوبة بأيدي جهال سفهاء أحلام أحداث أسنان كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم .


ويقول محمود الصباغ بجهله وجهل جماعته في نفس المصدر ص 450 :ـ


سرية الشهيد الضابط أحمد فؤاد لقتل النقراشي باشا .... وقد نظر السيد فايز (مسئول التنظيم السري بالقاهرة ) في قرار حل الإخوان المسلمين وفي الظروف التي تحيط بالقرار ... فشعر أنه محكوم بحكومة محاربة للإسلام والمسلمين وقرر الدخول معها في حرب عصابات ... وبدأ السيد فايز معاركه برأس الخيانة محمود فهمي النقراشي فكون سرية من محمد مالك وشفيق أنسي .... لقتل النقراشي باشا غيلة ... . أ . هـ . وقد كان وقتل النقراشي بأيدي هذه السرية الضالة المبتدَعة .


قلت : كما ذكرت في بداية المقالات أننا أمام فكر بغاة أو خوارج وأن هناك حبل موصول بين حسن البنا إلى سيد قطب وخالد الإسلامبولي حتى ننتهي بأسامة بن لادن وأحداث شرم الشيخ وميدان الأزهر وميدان التحرير ، فالفكر خرج من صلب واحد وإن كانت أمهاتهم شتى .


ولأن ما ساقه محمود الصباغ يحتاج لبسط وتوضيح لفقه الجهاد فنرجئه لمقالات مفصلة فيما بعد ، لكن لا مانع من الرد على الصباغ بأن ما استدل به ليس بدليل على صنيعهم لأنه يفتقر لأهم شرط في مشروعية الجهاد وهو أن يكون بإذن الإمام ( أي الحاكم ) سواء كان الحاكم صالحاً أم طالحاً وهذا باتفاق أهل السنة قديماً وحديثاً ؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما أمر بقتل من ذكرهم الصباغ كان بصفته وليُّ أمر المسلمين وليس لعموم الناس أن يصدروا تعليمات باغتيال فلان أو فلان بدون إذن صريح معلن من ولي أمر المسلمين يجد في ذلك مصلحة وسواء كان المهدور دمه مسلماً أو غير مسلم ـ كما أن الثلاثة الذين أهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دماءهم هم من المحاربين له وللإسلام .


فكيف يُسوغ الإخوان المسلمون لأتباعهم الحكم على الناس بدون إذن من حاكم وبدون صدور حكم قضائي رسمي بقتل فلان ونتبجح بجهل ونقول هذا حكم الشريعة الإسلامية ؟ إنما هو حكم الإخوان وليست الشريعة .


ولك أن تتخيل أخي القارئ لو صار لكل منَّا الحق في تتبع فلان فيما يفعله وفيما يقوله واعتقد كل منا أنه يسيء للإسلام ولأهله فهذا يُقتل هنا وذاك يُقتل هناك بلا محاكمة رسمية لها ولاية في المجتمع ومن هذا الباب ومن هذا المنطلق سيخرج في شمال مصر مثلاً من يعلن الجهاد على الجهة الفلانية وفي الجنوب من يعلن الجهاد على كذا ومن جهة الشرق ومن جهة الغرب وهكذا فيتحول المجتمع إلى فوضى لا ضابط فيها ولا رابط وهذا هو فكر الإخوان وما العراق والجزائر وأفغانستان عنَّا ببعيد .


وهذه المفاهيم التي يسوقها التلميذ النجيب لحسن البنا كلها باسم الإسلام وفي أحضان الإخوان ألا أدرك محمد إحسان عبد القدوس الكاتب الصحفي الإخواني ما قلته له أن بقاءه في أحضان أدب والده رحمه الله أولى وأرحم من أحضان أفكار الإخوان ، وليس هذا الاستنتاج خاص بي فيما فهمه الإخوان من فقه الجهاد وهم فيه على جهل عظيم بل هذا الفهم للسيد المستشار القاضي السابق المرشد الثاني للإخوان المسلمين حسن الهضيبي يخاطب حسين الشافعي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو الموفد من قبل عبد الناصر فيما ذكره العضو الإخواني المخضرم الحركي النشيط عباس السيسي في كتابه جمال عبد الناصر وأحداث المنشية ص 67 حيث ذكر عن حسين الشافعي ما يلي : ـ


لقد قابلني الهضيبي في 15 يناير سنة 1953 وقال لي : إن الإخوان حركة عالمية ولن تذوب في الثورة، من الجائز أن تحاربوا في قناة السويس . إنما من الجائز نحن كإخوان أن نحارب في مراكش . أ . هـ .


قلت : إذن مصر بعد الثورة كانت تحكم برئيسين مرشد الإخوان ومحمد نجيب ، لذا لم أتجن في استنتاجي على الإخوان أنهم خارجون عن طاعة ولاة الأمر في القضايا العامة والتي تمس جموع الناس في مصر وأنهم ببيعتهم لمرشدهم لا بيعة لهم للحاكم المُمَكَّن المُتَغلِّب الذي له حق الولاية العامة على شعب مصر وليس هذا وليد أيامنا بل منذ نشأة هذا الفكر النكد فحسن الهضيبي كان قاضياً مفروضاً فيه أنه يملك ملكة الفقه الشرعي فهل اطلع الهضيبي على أحكام الجهاد في الإسلام حتى يقول مقالته لحسين الشافعي التي ذكرها عباس السيسي في كتابه المذكور ؟!


إني لأتعجب أين علماء الشريعة في مصر أين الأزهر أين دار الإفتاء ؟ هل ما نقلته عن الإخوان المسلمين بأقلام قادتهم هو من صحيح الدين أم لا ؟ .


إني أتساءل منذ سنين وجددت التساؤل في التلفزيون المصري في إحدى حلقات برنامج حالة حوار الذي لم يتكرر معي وكررت نفس التساؤل عبر مقالاتي في جريدة روزاليوسف وحتى هذه اللحظة ولا مجيب .


لذا فأوجه ندائي هذه المرة إلى رئاسة الجمهورية أو لجنة السياسات حول ما طرحته ليأخذ مجراه في البحث والعلاج حتى لا يستفحل الأمر فيدفع الجميع الثمن غالياً . فهل من مجيب؟ . فاعتبروا يا أولي الأبصار




كتبه


محمود عامر


ليسانس شريعة ـ دبلوم في الدعوة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق