الأحد، 13 نوفمبر 2011

أمون رع

"آمون - رع" هو إله الشمس لدى المصريين القدماء، وقد كان رع إلهًا رئيسًا في الدين المصري القديم في عصر الأسرة الخامسة، وكان يُرمز إليه بقرص الشمس أو شمس منتصف النهار، تمركزت عبادته بداية في مدينة (أون) أو (هليوبوليس) كما اسماها اليونانيون.. وكلمة "أون" المصرية تعني مدينة الشمس، والأسر المصرية الحاكمة التالية ضمّت (رع) إلى (حورس) ليصير الإله "رع - حورس" الذي حكم السماء والأرض والعالم رع أوالسفلي.. وقد ارتبط الإله الجديد بالصقر.

إن عبادة آمون (و أمنرع فيما بعد) والديانة المرتبطة بهما من أعقد ثيولوجيات مصر القديمة. 
تعني الأساطير وهي حكايات خرافية نشأت منذ فجر التاريخ ويلعب فيها دور الأبطال خيالية والأبطال تقوم بتوضيح وشرح الظواهر المختلفة للطبيعة والمجتمعات.
في أسمى صوره كان أمنرع إلها خفيا مثلما يعني اسمه، ولكن لاهوتيا فلم يكن الإله وحده خفياً، بل إن اسمه خفي أيضاً وإن شكله لا يمكن إدراكه. بكلمات أخرى إن الغموض المحيط بآمون سببه هو كماله المطلق، وفي هذا كان مختلفا عن كل الآلهة المصرية الأخرى. كانت قداسته بمكان بحيث أنه ظل منفصلاً عن الكون المخلوق. كان مرتبطا بالهواء ولهذا كان قوة خفية، مما سهل له الترقي كإله أعلى.
اعتبر آمون خالقاً لنفسه، (إلا أن مدرسة هِرموبوليس (الأشمونين\شْمون\خِمنو) اللاهوتية الأقدم اعتبرته أحد الآلهة في الأجدود، الثامون المعروف باسمها)، كما كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه التي مُثلت بقدرته على التحول إلى أفعى وطرح جلده، ومع هذا فقد ظل مختلفا عن الخلق، منفصلا ومستقلاً عنه.
بتوحده مع رَع، الشمس، تجلى آمون للخلق، ولهذا جمع أمنرع في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته آمون كان خفيا وغامضا ومنفصلا عن العالم، وبصفته رع كان جليا وظاهراً ومانحا للحياة اليومية. بنفس المنطق كان ارتباطه بماعت، المفهوم المصري للعدل والتوازن في الكون.
سهلت طبيعة آمون الخفية اقترانه بالآلهة الأخرى. في طيبة ارتبط آمون بادئ ذي بدء بمونتو، إلهها القديم، ثم جاء اقترانه برَع، وتلا ذلك اقترانه بآلهة أخرى، فعرف بالأسماء أمنرعأتوم وأمنرعمونتو وأمنرعحُراختي ومينأمن. وهنا تجب ملاحظة أن آمون لم يكن يندمج في الآلهة الأخرى لخلق إله جديد، بل كان اقترانه توحداً للقدرة الإلهية.
في أوج عبادة آمون-رع، اقتربت الديانة المصرية كثيراً من كونها ديانة توحيدية، حيث أصبح الآلهة الآخرون أوجهًا لقدرته، أو تجليات له. باختصار أصبح هو الإله الأوحد والأعلى.
كانت زوجته أحيانا تدعى أمونت، الصيغة المؤنثة لآمون، ولكنها غالباً ما كانت تعرف بالاسم موت، وكان لها رأس إنسانة مرتدية التاج المزدوج للوجهين القبلي والبحري، وكان ابنهما هو خونسو، القمر. معًا شكلوا ثالوث طيبة.
ذهب البعض إلى أن آمون كان إلها حديثاً نسبياً في الديانة المصرية القديمة، حيث أن عبادته في طيبة - حيث توجد أقدم معابده - لم توثق إلا اِبتداء من الأسرة الحادية عشرة، ولكنه في الحقيقة وجد مذكورا في متون الأهرام التي ترجع لعصر الملك أُناس، الأخير في الأسرة الخامسة، والتي تظهره كرمز للقوى الخالقة، متوافقا مع دوره في ثامون آلهة هِرموبوليس، مما يعطي وجوده قدما أكبر.
يحتمل أن عبادة آمون بدأت في هِرموبوليس، أو أنه في البداية كان إلها محلياً لطيبة عندما كانت لا تزال بلدة غير ذات أهمية كبيرة.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق