الأحد، 13 نوفمبر 2011

ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين


 ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .. أشهر جمله في تاريخ الإخوان المسلمين.. لأن من قالها هو مرشدهم ومؤسس جماعتهم الشيخ حسن البنا رحمه الله .. وقد قالها فيهم هم أنفسهم .. لكن متى قالها .. وكيف .. ولماذا ؟


- ان التعرض لتاريخ الإخوان المسلمين لأمر بالغ الصعوبه .. وذلك لشدة حساسية موقع الإخوان المسلمين في الشارع العربي من أقصاه إلى أدناه ومن مشرقه إلى مغربه .. وأنا سأكتفي بنقل صفحة من التاريخ كما رواها أصحابها .. ويعلم الله اني قد تحريت الدقه في مصادر معلوماتي وقد اكون اقتصرتها تقريبا على كتب وأدبيات أعضاء الإخوان المسلمين أنفسهم إلا القليل منها .. ولكن ما يهمني في الأمر هو مابين السطور فإن التاريخ قد مضى وانتهى والحديث عنه لن يجدي في شئ غير اللهم الحكمه والموعظه والتعلم من الماضي للعون على حسن التدبير للمستقبل .

- بنظرة مبدأية لثقافة وفكر حسن البنا .. نجده قد تأثر كثيرا بفكر السيد جمال الدين الأفغاني والإمام محمد عبده .. لكنه كان يميل بشكل أكبر لإتجاه مدرسة المجددين المحافظين المتمثله في فكر السيد رشيد رضا .

- في مدينة الإسماعيليه و في الثالث والعشرين من مارس/أذار عام 1928 أجتمع ستة أشخاص من العاملين في معسكرات الإنجليز بالأستاذ حسن البنا – الذي كان يعمل مدرس لللغة العربية في المدرسة الإبتدائية الأميرية بالإسماعيليه – وأعلن السبعة أشخاص أنفسهم جماعة الإخوان المسلمين بقيادة الأستاذ حسن البنا الذي لقب نفسه بالمرشد وكان عمره اثنين وعشرين عاما فقط .

- وضع المرشد اسس تكوين الجماعه وتمثلت في ثلاثة أجيال على النحو التالي :
- جيل التكوين .. وهذا الجيل عليه ان يستمع .. والطاعة ليست فرض عليه .
- الجيل المحارب أو جيل الجهاد .. وهذا الجيل هو جيل التنفيذ .. والطاعة التامه فرض عليه .
- جيل الإنتصار .. وهذا الجيل هو الذي سيتولى أمر المسلمين وحكمهم بالشريعة الإسلاميه في دولة
الخلافة .. وهو المطلوب تحقيقه .

- انطلق حسن البنا ورفاقه في نشاط وجهد ودأب .. ولأنه يتحدث بإسم الدين فكان إنتشاره هو وجماعته كإنتشارالنار في الهشيم .. ففي خلال عامين فقط انتشرت الجماعه وخرجت من حدود مدينة الإسماعيليه إلى المدن المجاوره بل وتخطت المدن المجاورة .. وخلال أربعة أعوام كانت الجماعه قد بلغت عشر شعب وانتقلت بمركزها للقاهره وأصدرت مجلة اسبوعيه بإسم جماعة الإخوان المسلمين وصار لها فروع خارج مصر في سوريا ولبنان والسودان وفلسطين .. وكانت كل يوم في إزدياد في أعداد المنضمين اليها من المنادين بإعادة دولة الخلافه على يد الإخوان المسلمين .
- عشرة سنوات هي عمر الجيل الأول من الجماعه .. ثم بدأ حسن البنا في العام 1938 ينتقل بجماعته للجيل الثاني وهو الجيل المحارب او جيل الجهاد .. وبالفعل بدأ في تحويل جزء من الجماعه من العمل المدني الدعوي للعمل العسكري .. فأنشأ فرق للرحلات تطورت لجواله بلباس عسكري تطورت إلى كتائب تطورت إلى أسر تطورت بطبيعة الحال لتنظيم مسلح .. عرف هذا التنظيم بإسم الجهاز الخاص أو التنظيم السري … شروط الإنضمام إليه بالغة الصعوبه لأن عناصره يتم اختيارهم بدقة بالغه .. شعارهم الموت في سبيل الله والتضحيه بكل ماهو غالي ونفيس … قانون هذا التنظيم يعرف بقانون التكوين .. أي أنه يتم تكوين التنظيم من مجموعات وكل مجموعه ينبثق عنها مجموعات أخرى ينبثق عن كل منها مجموعات أخرى بحيث لا يكون هناك رابط بين المجموعات وبعضها لتأمين أنفسهم .

- اختارالمرشد حسن البنا عبد الرحمن السندي مسؤولاً أول للتنظيم السري يعاونه أحمد زكي و محمود الصباغ و أحمد حسن و مصطفى مشهور . هذه المجموعه تتلقى أوامرها من المرشد حسن البنا شخصيا ً- كما ذكر محمود الصباغ – ثم بدأ هذا التنظيم العمل الفعلي بإلقاء القنابل في أماكن تجمع جنود الإحتلال الإنجليزي وفي الحانات كما قاموا بتفجير قطار مخصص لنقل الجنود الإنجليز .

- في العام 1945 قام محمود العيسوي أحد المنتمين للحزب الوطني بإغتيال أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر .. و قد أقر الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ سيد سابق المنتميان لجماعة الإخوان المسلمين في مذكراتهما بأن محمود العيسوي هذا كان من صميم الإخوان المسلمين .

- في نفس العام 1945 أجرت مجلة المصور إستفتاء على إختيار رجل العام ففاز حسن البنا باللقب .

- في العام 1946 اندلعت في مصر مظاهرات عديده رافضة لإتفاقية صدقي – بيفين .. كان للإخوان فيها حظاً كبيرا ..وقد قامت الشرطه بقمع المظاهرات .. ورداً على قمع الشرطة لهذه المظاهرات قام التنظيم السري للجماعة بتفجير عدد من أقسام الشرطة .. فزاد ذلك من شغف العامه وإعجابهم بشجاعة جماعة الإخوان المسلمين فبدأت تتدفق عليهم الأعداد من كل حدب وصوب أخذين في الإنضمام للجماعة .. حتى ان في العام 1946 نفسه كان من السهل على محمود لبيب تجنيد خالد محي الدين وجمال عبد الناصر وكمال حسين للعمل مع النظام الخاص وقد أقسم ثلاثتهم بالإضافه لجمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا أقسموا جميعا في يوم واحد على المصحف والمسدس بالولاء للجماعه والتنظيم السري والتضحيه بالنفس .. وكان ذلك أمام عبد الرحمن السندي مسؤول التنظيم … ولو أن جمال عبد الناصر تضايق بعدها من الطريقه التي ذهبوا بها اليهم وإلقاء القسم – حسب ما أورد خالد محي الدين – ولكن الحماس للجماعه كان هو الغالب .

- في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947 أصدرت الأمم المتحده قرار بتقسيم فلسطين .. فبدأت جريدة الإخوان المسلمين بدعوة الجيوش العربية للدخول في الحرب ضد اليهود وشارك حسن البنا في تكوين لجنة وادي النيل لجمع الأموال والسلاح للجهاد في فلسطين . علا نجم حسن البنا وتألقت الجماعه في الشارع العربي .

- مع بداية عام 1948 وهو عام الكوارث على الإخوان المسلمين .. وبالتحديد في السابع والعشرين من فبراير / شباط وقع إنقلاب على نظام الحكم في اليمن أغتيل فيه الإمام يحيى حميد الدين حاكم اليمن على يد المعارضه بزعامة عبد الله الوزيري .. وكان لحسن البنا وللجماعه الدور الأكبر في هذا الإنقلاب بالتعاون مع البدر حفيد الإمام يحيى لإعداد اليمن لتكون أولى دول الخلافه .. ولكن الإنقلاب لم يدم لأكثر من ستة وعشرون يوماً فقط … فكان ذلك بداية التوتر بين ملك مصر وحكومتها من جانب وجماعة الإخوان المسلمين ورجلها الأول حسن البنا من جانب أخر .

- في الثاني والعشرين من مارس /أذار من نفس العام 1948.. قام التنظيم السري بإغتيال قاضي مدني وهو القاضي أحمد بك الخازندار وهو يعبر الطريق على يد عضوي الجماعة حسين عبد الحافظ ومحمود زينهم اللذان عوقبا بالأشغال الشاقه المؤبده لكلاهما .. وقد تم إغتيال القاضي بعدما حكم في قضية كان احد أطرافها عضوا في جماعة الإخوان المسلمين .
- برئاسة الدكتور عبد العزيز كامل عقدت الجماعه جلسة محاكمه لعبد الرحمن السندي المسؤول الأول عن التنظيم السري - الذي يتلقى أوامره من المرشد العام حسن البنا مباشرة – وحينما سألوا السندي هل تلقيت أمرا بقتل القاضي أحمد الخازندار .. !!!!!!!؟؟
فقال انا سمعت فضيلة المرشد يقول ( لو كان ربنا يريحنا منه .. وأهو ربنا ريحنا منه عن طريق الجهاز ) أنا ظننت ان فعل كهذا سيسعد فضيلته !!!! فإتجهوا لفضيلة المرشد فأجهش فضيلة المرشد حسن البنا بالبكاء لأن الرجل كان قد فهمه خطأ !!! وذكر محمد فريد عبد الخالق الذراع الأيمن لحسن البنا أنه لم يرى المرشد مهموماً طيلة حياته مثل هذه اللحظات !!!! فقالوا لعبد الرحمن السندي لا تنفذ أي عمليات في المستقبل إلا بأمر من المرشد العام شخصياً أو أمر بموافقة الخمسة الأعضاء … وحكمت الجماعه بدفع الديه لأسرة المقتول وأقروا في نفس الجلسه ان الحكومه عليها دفع هذه الديه لأنها من أموال الشعب وأغلق الموضوع .. وخرج حسن البنا مرشد عام الإخوان المسلمين والمرشح الأول لمنصب خليفة المسلمين في حال قيام دولة الخلافه في لقاء الثلاثاء وهو لقائه بالجماعه من كل اسبوع ليخطب فيهم خطبه تقوي ايمانهم ….. وأنكر قيام الجماعه بإغتيال القاضي أحمد الخازندار … إلى ان أثبتت التهمه وتم الحكم على الفاعلين بعد خمسة أشهر .

- في الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام 1948 أمسكت الشرطة سيارة جيب بها مستندات تخص جماعة الإخوان المسلمين .. عباره عن مخططات تفجير سفارتي أمريكا وبريطانيا وأماكن أخرى .. ومستندات كل عمليات التفجير التي تمت في الأونه الأخيره فضلا عن بعض القنابل والمتفجرات .. والأهم من ذلك القبض على ثلاثه من رجال الإخوان كان أهمهم مصطفى مشهور أحد الخمسه المؤسسين والمسؤولين عن التنظيم السري بالإضافه لأحمد عادل كمال وأخر .

- في الرابع من ديسمبر / كانون الأول من نفس العام 1948 جرت مظاهرة بكلية الطب بجامعة فؤاد ( القاهره ) فقاد اللواء سليم زكي - حكيمدار شرطة القاهره - قوات الأمن لفض المظاهره .. وإذا بطالب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين يلقى عليه بقنبلة من الطابق الرابع فسقطت أمامه فمات على الفور .. وكما يقول محمود الصباغ في تبريره لتلك الواقعه ( كان إلقاء القنابل في المظاهرات من جانب المتظاهرين في هذه الأيام امراً عادياً ) .. إشتعل الموقف بعد هذا الحادث بين الحكومة السعديه والإخوان مما دعى حسن البنا ان يطلب من رئيس مجلس النواب حامد جوده في نفس اليوم التوسط لدى محمود النقراشي باشا رئيس الوزراء لبدء صفحة جديده بين الجماعه والوزراة .. لكن جوده رفض مطلبه . .. حاول البنا الإتصال بالملك فاروق أو بإبراهيم عبد الهادي رئيس الديوان الملكي في محاولة لإحتواء الأزمه .. ولكن دون فائده .

- في السادس من ديسمبر / كانون الأول 1948 أي بعد يومين من الحادث صدر الأمر بإغلاق صحيفة الإخوان … وفي نفس اليوم خرجت جريدة الأساس .. جريدة الحزب الحاكم بعنوان .. أخبار ساره ستذاع قريباً .. فساد التوتر تصرفات الجماعه وحاول حسن البنا فعل اي شئ لإنقاذ الموقف بعدما شعر بخطورته .. ولكن دون فائده .

- في الثامن من ديسمبر / كانون الأول من نفس العام 1948 أي بعد يومين أخرين وبالتحديد في الساعة العاشرة مساءً إتصل عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخليه بالمرشد حسن البنا ليبشره بأن أخبار ساره ستذاع في الراديو بعد قليل من شأنها إنقاذ الموقف .. فشكره حسن البنا .

- تجمع قادة الجماعه ومعظم المنتمين لها بالمقر العام بالدرب الأحمر - بقلب القاهره – وإلتفوا جميعاً حول الراديو … في إنتظار الأخبار التي سيذيعها الراديو .
- في الساعه الحادية عشر من مساء يوم الثامن من ديسمبر / كانون الأول عام 1948 أذاع راديو القاهره أمر الحاكم العسكرى العام رقم 63 لسنة 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين بكل فروعها في البلاد ومصادرة أموالها وممتلكاتها .

- بعد أقل من عشر دقائق خرج الإخوان من المقر العام فوجدوا ان المكان قد تم حصاره من جميع الجهات وانهم وقعوا في الفخ وتم القبض عليهم جميعاً …. ما عدا حسن البنا .. المرشد العام ومؤسس الجماعه .

- شعر حسن البنا بأن مؤامرة أخرى تحاك ضده ويحتاجونه وحيداً ولذلك لم يقبضوا عليه .. فحاول التشبث بسيارة الشرطه وتوسل إليهم ليقبضوا عليه مع باقي أفراد الجماعه … لكنهم أبعدوه .
وكما يقول محمد فريد عبد الخالق .. أن حسن البنا طلب من الحكومه طلباً رسمياً بأن يعتقلوه بصفته رئيس الجماعه وهو المسؤول الأول عن الجماعه بعدما شعر بالخطر .. ولكن طلبه قوبل بالرفض .

- قرر الإخوان المسلمين الإنتقام من النقراشي باشا رئيس الوزراء ردا على قرار حل الجماعه والذي رأوا فيه إعتداء على الدين وإعتداء على شرع الله - حسبما ذكر ممثل الإدعاء عبد الله رشوان .. كما انهم رأوا ان قرار حل الإخوان لا يصدر عن مؤمن- كما ذكر محمود الصباغ احد قادة التنظيم السري .. وأنهم رأوا أن شخص كمثل النقراشي باشا بكل هذا الطيش والعناد وعدم ملاحظة الإعتبارات لابد ان يزاح عن الطريق بأي ثمن .. كما قال جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا .

- كان محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الحزب السعدي ورئيس الوزراء والحاكم العسكري العام فضلاً عن كونه وزير الداخليه ووزير الماليه في وزارته .. قد شعر بالخطر فبدأ يشدد الحراسات حوله تحسباً لفعل إخواني كردة فعل على قرار حل الجماعه .

- ولم يشأ العام أن ينتهي بكل هذه الكوارث فقط .. ففي العاشرة من صباح يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ديسمبر / كانون الأول عام 1948 وفي بهو وزارة الداخليه تنكر شاب من شباب الإخوان المسلمين في زي ضابط وقام بإطلاق الرصاص على النقراشي باشا بين أفراد حراسته فارداه قتيلا ً .

- زاد الإحتقان بين الجماعه وكل الناس تقريباً .. فالجميع يلتزم الصمت في ترقب و إنتظار لحادث إرهابي جديد من الإخوان .. تم حصار المرشد العام حسن البنا في بيته .. ثم تم القبض على عبد الرحمن السندي مسؤول النظام الخاص .. و تولى سيد فايز مسؤولية النظام الخاص .

- بدأ العام الجديد ……….

- في صباح يوم الثالث عشر من يناير / كانون الثاني عام 1949 قام شفيق أنس أحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بحمل حقيبه وذهب بها إلى محكمة الإستئناف بباب الخلق بوسط القاهره .. وإدعى بأنه مندوب من إحدي مناطق الأرياف جاء بقضايا للعرض على النائب العام .. وترك الحقيبه في المكتب بداخل المحكمه وذهب بحجة تناول الإفطار .. وبعدما غادر المكتب بدأت شكوك الموظفين بالمكتب حول الحقيبه .. فتم إستدعاء الأمن .. أخذوا الحقيبه خارج المحكمه وانفجرت بالشارع العام .. وبعد القبض على شفيق أنس أعترف بأن الغرض من التفجير كان نسف المحكمه وذلك للتخلص من أوراق ومستندات قضية السيارة الجيب … وكان ذلك بأمر من سيد فايز مسؤول التنظيم .

- قام عبد العزيز باشا على ومصطفى بك مرعي بزيارة المرشد العام حسن البنا في بيته – حسبما أورد رفعت السعيد - ولا يعلم ما دار بينهم إلا الله .. فخرج حسن البنا في اليوم التالي ببيان تم توزيعه في الصحف يقول فيه حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين … ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين … واصفاً رجال التنظيم السري أو الجهاز الخاص الذي أنشأه البنا بنفسه قبل اكثر من عشر سنوات هي عمر أعمال الإرهاب والعنف بمصر على يد هذا التنظيم .

- وكان من الطبيعي ان تفكر كل الأطراف في التخلص من حسن البنا .. وقد كان .

- فقد تم إعداد فخ أخر لحسن البنا في يوم الثاني عشر من فبراير/شباط عام 1949 بإستدراجه خارج بيته وتم تصفيته بشارع رمسيس أمام مبنى جمعية الشبان المسلمين … من خلال خطه محكمه أعدها العقيد محمود عبد المجيد حكيمدار شرطة جرجا بصعيد مصر والذي تم استدعاؤه للقاهره خصيصا لهذه المهمه .. وقد قام بها … وتم إغتيال حسن البنا بالفعل .

- السؤال هنا .. ماهو هدف جماعة الإخوان المسلمين الذي قامت من أجله .. ؟الإصلاح أم إرهاب الأخر وفرض الرأي عليه بالقوه ؟ حوار العقل ام حوار المدافع ؟ ثقافة الدين ام ثقافة البارود ؟ ان كان الغرض هو الإصلاح .. فلماذا تم إنشاء التنظيم السري أصلاً .. لماذا تم انشاء وحده عسكريه داخل تنظيم ديني دعوي إصلاحي ؟ النظام الخاص لم يكن يستطيع تنفيذ أي عمليه بدون علم وأمر من المرشد العام .. فقد اورد خالد محي الدين بأن عبد الرحمن السندي المسؤول الأول عن التنظيم السري قال له ( انت تتلقى الأوامر مني وأنا أخذها من المرشد رأساً ) وكان ذلك في جلسة حلف اليمين التي رافقه فيها جمال عبد الناصر .

- إذاً المرشد يعلم بكل شئ بل هو صاحب الأوامر .. إن كانوا دعاة للخير فلماذا يقتلون كل من إختلف معهم أو حاول حتى ان يختلف معهم .. ان كان المرشد هو من يعطى الأوامر بالقتل في سبيل الوصول للسلطه .. فلماذا قال عن رجاله الأشداء .. ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .. ؟؟؟!!!!

المصادر : محمود الصباغ- احمد عادل كمال- أحمد رائف – خالد محي الدين – رفعت السعيد – الجزيره نت –طارق البشري- فؤاد علام- عبد الله رشوان (ممثل الإدعاء في قضية إغتيال النقراشي باشا )
                                                                                   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (  التنظيم السرى للجماعه )                                                                                                                           بدأ في يناير 1948 م أعلن البوليس أنه اكتشف بمحض الصدفة مجموعة من الشبان تتدرب سراً على السلاح في منطقة جبل المقطم، وأنه بمداهمة المجموعة - التي قاومت لبعض الوقت - ضبط البوليس 165 قنبلة ومجموعات من الأسلحة، وقال زعيم المجموعة سيد فايز (وكان اسمه جديداً تماماً على البوليس برغم أنه كان أحد القادة الأساسيين للجهاز السري) "إن السلاح يجري تجميعه من أجل فلسطين وإن الشباب يتدرب من أجل فلسطين".في 22 مارس 1948 عندما يقتل اثنان من الإخوان المستشار أحمد بك الخازندار، وذلك بسبب إصداره حكماً قاسياً على أحد أعضاء الجماعة سبق أن اتهم بالهجوم على مجموعة من الجنود الإنجليز في أحد الملاهي الليلية، ويكتشف البوليس الصلة بين الشابين وبين مجموعة المقطم وبين جهاز سري مسلح داخل جمعية الإخوان المسلمين، ويُقبض لوقت قصير على المرشد حسن البنا نفسه، ولكنه لا يلبث أن يُفرج عنه لعدم توافر الأدلة.
 في 20 يونيو 1948 اشتعلت النيران في بعض منازل حارة اليهود، وفي 19 يوليو تم تفجير محلي شيكوريل وأركو وهما مملوكان لتجار من اليهود، ويكون الأسبوع الأخير من يوليو والأول من أغسطس هما أسبوعي الرعب بالقاهرة حيث تتوالى الانفجارات في ممتلكات اليهود وتهتز المرة تلو الأخرى شوارع قلب العاصمة بتفجيرات عنيفة راح ضحيتها الكثيرون، وخلال أسبوعين دمرت محلات بنـزايون وجاتينيو وشركة الدلتا التجارية ومحطة ماركوني للتلغراف اللاسلكي .
وفي 22 سبتمبر دمرت عدة منازل في حارة اليهود ثم وقع انفجار عنيف في مبنى شركة الإعلانات الشرقية، وفي 15 نوفمبر ضُبطت سيارة جيب وضعت يد البوليس على اثنين وثلاثين من أهم كوادر الجهاز السري ، وعلى وثائق وأرشيفات الجهاز بأكمله بما فيها خططه وتشكيلاته وأسماء الكثيرين من قادته وأعضائه ، وكان البنا قد أمضى معظم شهر أكتوبر وبضعة أيام من نوفمبر مؤدياً فريضة الحج ليبتعد قليلاً عن إحتمال القبض عليه ، فما أن عاد حتى تعرض للقبض عليه لوجود دليل ضده في سيارة الجيب المضبوطة ، ولمسؤوليته المباشرة عن حادث نسف شركة الإعلانات قبل مغادرته مصر .
 والبنا الذي شحن نفوس أتباعه إلى أقصى مدى بالمشاعر الإرهابية والتحريض ضد الحكومة تجاه قضية فلسطين يجد نفسه مطالباً إما بأن يواجه القصر والحكومة ، وإما أن يواجه أتباعه ، وحاول أن يتخذ موقفاً وسطاً، وكان شباب الجامعة من الإخوان وغيرهم يغلي رفضاً للشروط المهينة التي خضعت لها الحكومة في اتفاقية الهدنة في فلسطين ، ولعل البنا حاول أن يلعب بآخر أوراقه (نفوذه وسط طلاب الجامعة)، ليخفف قبضة الحكومة عن عنق الجماعة، وخرج البوليس ليردعهم كعادته، ودارت معارك مسلحة أمام فناء كلية طب القصر العيني أحد مراكز القوة بالنسبة لطلاب الإخوان ، واستخدم البوليس الرصاص، واستخدم الإخوان المتفجرات، وكان حكمدار العاصمة سليم زكي يقود المعركة من سيارته حيث سُددت نحوه قنبلة أصابته إصابة مباشرة، واتهم بيان حكومي جماعة الإخوان المسلمين بقتله، وعلى أثر ذلك، صدر قرار من الحاكم العسكري، (كانت الأحكام العرفية معلنة بسبب حرب فلسطين) بإيقاف صحيفة الجماعة .
 وحاول البنا يائساً إنقاذ الجماعة، فاتصل بكل أصدقائه وحتى خصومه، ولعب بكل أوراقه، وحاول الاتصال بالملك، وبإبراهيم عبد الهادي رئيس الديوان الملكي، وبعبد الرحمن عمار (صديقه الشخصي وصديق الجماعة) وكان وكيلاً لوزارة الداخلية، ولأن الشيخ قد فقد أسباب قوته، فقد بدأوا يتلاعبون به، ففي الساعة العاشرة من مساء يوم 8 ديسمبر اتصل به عبد الرحمن عمار وأكد له أن شيئاً ما سيحدث لتحسين الموقف وإنقاذ الجماعة، واطمأن الشيخ وقبع هو ومجموعة من أنصاره في المركز العام ينتظرون "الإنقاذ"، فإذا بالراديو يذيع عليهم قرار مجلس الوزراء بحل الجماعة بناء على مذكرة أعدها عبد الرحمن عمار نفسه!!،
ولما حاول البعض الخروج من مقر المركز العام وجدوه محاصراً، ثم اقتحمه البوليس ليلقي القبض على كل من فيه باستثناء البنا، الذي تُرك طليقاً بحجة أنه لم يصدر أمر باعتقاله، وكانت حريته هذه هي عذابه واشتملت مذكرة عبد الرحمن عمار المرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن طلب حل جماعة الإخوان المسلمين على قرار اتهام طويل يعيد إلى الأذهان كل أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة، حتى تلك التي ارتكبتها بإيعاز من السلطات ولخدمة مصالحها!، وبناء على هذه المذكرة أصدر الحاكم العسكري العام محمود فهمي النقراشي باشا قراراً عسكرياً من تسع مواد تنص مادته الأولى على: "حل الجمعية المعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها أينما وجدت، وغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها، وضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال وكافة الأشياء المملوكة للجمعية، والحظر على أعضائها والمنتمين إليها بأية صفة كانت مواصلة نشاط الجمعية، وبوجه خاص عقد اجتماعات لها أو لإحدى شعبها أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات أو الدعوة إليها أو جمع الإعانات، أو الاشتراكات أو الشروع في شيء من ذلك، ويعد من الاجتماعات المحظورة في تطبيق هذا الحكم اجتماع خمسة فأكثر من الأشخاص الذين كانوا أعضاء بالجمعية المذكورة، كما يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات، أو تقديم أي مساعدة أدبية أو مادية أخرى".
وتنص المادة الثالثة على: "كل شخص كان عضواً في الجمعية المنحلة أو منتمياً لها وكان مؤتمناً على أوراق أو مستندات أو دفاتر أو سجلات أو أدوات أو أشياء أن يسلمها إلى مركز البوليس المقيم في دائرته خلال خمسة أيام من تاريخ نشر هذا الأمر".
أما المادة الرابعة: فتنص على "تعيين مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية المنحلة وتصفية ما يرى تصفيته، ويخصص الناتج للأعمال الخيرية أو الاجتماعية التي يحددها وزير الشؤون".
ودارت ماكينة العنف البوليسي ضد الإخوان، وافتتحت لهم المعتقلات، وحاول البنا جهد طاقته أن يوقف طوفان المحنة، لكنه كان عاجزاً بالفعل، فالحكومة التي هادنها وهادنته، كانت تضرب بعنف وقوة مصممة على تصفية الإخوان، ورفض النقراشي كل محاولات البنا للالتقاء به، ووجد البنا أن جهازه السري تنقطع خطوط اتصاله، فقد كانت ضربة سيارة الجيب قاصمة بالنسبة لقيادة الجهاز السري، وشبكات اتصالهم، وإذ ضربت قيادة الجهاز فقد البنا اتصاله به، بل وفقد سيطرته على يده الارهابية.
وفي 28 ديسمبر (كانون الأول) وقعت الواقعة وصعدت المأساة إلى أعلى قممها إذ قام طالب في الثالثة والعشرين من عمره (عبد المجيد أحمد حسن) بإطلاق رصاصتين محكمتي التصويب على رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا، وشيع أنصار الحكومة جثمان رئيس وزرائهم هاتفين في صراحة "الموت لحسن البنا".
وأتى إبراهيم عبد الهادي ليدير ماكينة العنف الرسمي إلى أقصى مداها، ولتتسع دائرة الاعتقالات في صفوف الإخوان فتشمل 4000 معتقل، ويتعرض بعض المعتقلين لأقصى درجات التعذيب الوحشي الذي لم تعرف له مصر مثيلاً من قبل، وباختصار "كانت الستة أشهر التالية لتولي إبراهيم عبد الهادي الحكم صورة راسخة في أذهان المصريين جميعاً للسلطة الرسمية الغاشمة، وقد اكتسب عبد الهادي لنفسه خلالها عداء كافة فئات الرأي العام المصري".


وفي الزنازين قامت أجهزة الأمن بتعليق الآية (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وهذا ردا على آيات الاخوان التي كانوا يرفعوها ضد الحكومة والملك، لكن الطامة الكبرى جاءت عندما استنكر الشيخ البنا نفسه هذه الأعمال الإرهابية والتي أمرهم بتنفيذها مرارا وتكرارا واتهم القائمين بها بأنهم "ليسوا أخواناً وليسوا مسلمين"! وهنا انهار المتهمون جميعاً، فقد كان صمودهم واحتمالهم للتعذيب يستمد كل صلابته من "البيعة" التي أقسموا بها بين يدي الشيخ أو من يمثله في حجرة مظلمة، فإذا تخلى زعيمهم  عنهم وعن فكرة "الجهاد" كما لقنها لهم، فماذا يبقى؟!، لقد صمد عبد المجيد حسن قاتل النقراشي ثلاثة أسابيع كاملة في مواجهة تعذيب وحشي ضده لكنه ما لبث أن انهار تماماً عندما قرأ بيان الشيخ البنا الذي نشرته الصحف، ويوقع البنا بياناً بعنوان "بيان للناس" يستنكر فيه أعمال رجاله ورفاق طريقه، ويدمغها بالإرهاب والخروج على تعاليم الإسلام.، وبعد يومين من صدور "بيان للناس" قبض على أحد قادة الجهاز السري وهو يحاول نسف محكمة استئناف مصر!، فيضطر الشيخ إلى كتابة بيان أو مقال يتبرأ فيه من القائمين بهذا الفعل بعد مفاوضات مع الحكومة، عنوانه "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"! يقول فيه: "وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين فشعرت بأن من الواجب أن أعلن أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا ن المسلمين"، وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التي يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم لن تزيد أحداً منهم إلا شعوراً بواجبه وحرصاً تاماً على أدائه، فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إلى خدمة بلادهم كل في حدود عمله، إن كانوا يستطيعون عمل شيء نافع مفيد، وإني لأعلن أنني منذ اليوم سأعتبر أي حادث من هذه الحوادث يقع من أي فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان موجهاً إلى شخصي ولا يسعني إزاءه إلا أن أقدم نفسي للقصاص وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدي من جنسيتي المصرية التي لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق ولا ك عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور".
فماذا بقي من هذا الشيخ ا لدى جماعته ؟، رجاله في السجون يبعثون له يهددونه، ومن بقي خارج السجن يتمرد عليه، وهو يتهم أخلص خلصائه الذين أقسموا له على المصحف والمسدس يمين الطاعة التامة في المنشط والمكره، يتهم "رهبان الليل وفرسان النهار" بأنهم "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"، بل ويضطر إلى مديح الحكومة التي تعذب رجاله أشد العذاب، ويقول إنها حريصة على أمن الشعب وطمأنينته "في ظل جلالة الملك المعظم"، بل ويحرض الشعب على التعاون مع الحكومة "للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة"، "رهبان الليل وفرسان النهار" أصبحوا في آخر بيان للشيخ "أولئك من العابثين" وجهادهم أصبح "سفاسف"، ولا يبقى للشيخ ما يقوله، سوى أنه سيطلب تجريده من جنسيته المصرية "التي لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء"!!، وقرر القتلة أن يُطلقوا الرصاص عليه نعم فعلوا ذلك لكي يتخلصوا ممن خانهم وعراهم وتركهم للبوليس والزنازين، لقد قتل حسن البنا الإخوان المسلمون أنفسهم من خلال جهازهم السري الذي رباه حسن البنا ودربه على الإرهاب والقتل وأعطى قيادته إلى عبد الرحمن السندي أخلص خلصائه، لقد تأكد الجهاز السري للإخوان من خيانة حسن البنا لهم ووقوعه في أحضان البوليس السياسي وأجهزة الداخلية للملك فاروق ولهذا قرروا تصفية هذا الخائن وقتله عقاباً له على بيعه لهم بثمن رخيص في بياناته التي أصدرها للتنصل من جريمته بقتل النقراشي والخازنداره، لقد كان هذا من صميم أدبيات ومبادئ الإخوان، قتل من يخونهم ويبيعهم أو من يحول بينهم وبين السيطرة والاستحلال والقتل، وقد فعلوها مرات عديدة.
لم يكن من مصلحة الحكومة المصرية والملك نهائيا قتل حسن البنا لأنهم كانوا قد تمكنوا منه تماما واشتروه ليعمل لصالحهم، ومن قتله هم إخوانه الخونة بعد خيانته لهم وتنصله من جرائمه وأوامره لهم.، قتله رهبان الليل وفرسان النهار من جماعته الإرهابية المسماة زورا الإخوان المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق