السبت، 12 نوفمبر 2011

مخطط شد الأطراف لافتعال صراعات وحروب بين الدول العربية.


اللواء حسام سويلم يكشف : مخطط شد الأطراف لافتعال صراعات وحروب بين الدول العربية.

·  منظمات غير حكومية تدعم مخططات تقسيم العالم العربي بهدف تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.
·      الفوضى سوف تنتج  أنظمة سياسية ديمقراطية ضعيفة تدين بالولاء لأمريكا.
·  أمريكا عملت على إيجاد مناخ من الفقر والجهل والمرض في البلاد المستهدفة لتكون جاهزة للثورة.

       البعض يغرد خارج السرب أحياناً.. هذا ما يمكن أن نوصف به تصريحات اللواء حسام سويلم في هذا الحوار.. فالسباحة عكس التيار تبرز في أحيان كثيرة جوانب مختفية من الأحداث وآراء مغايرة لما هو ماثل للعيان من تضحيات الشباب الذين فجروا الثورة بعد سنوات طويلة غرق فيها المصريون في بحار من الصمت والسلبية.. لكن مع حلم الثورة الجميل، وما حققه من مكاسب، تلوح في الأفق “كواليس”، وهواجس، تعكر صفو هذا الحلم .. فالبعض يتحدث عن ثورات ملونة مسبقة التجهيز، لتنفيذ مخططات أمريكية لتقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة، من خلال دعم نشطاء الانترنت ، وتدريبهم على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي( فيس بوك وتويتر) على شبكة الانترنت.. أحد أبرز هؤلاء المشككين هو "نيكولاى ستاركوف"، الباحث الروسى المعروف، الذي أكد أن إن الولايات المتحدة لعبت دوراً أساسياً في إشعال الثورات في الدول العربية، بكل من "تونس" و"مصر" و"سوريا" و"ليبيا" و"اليمن"، حيث كانت المصدر الرئيسي للقناصة الذين يطلقون النار على المتظاهرين أثناء الثورة، ليقلبوا الشعوب على حكوماتها وهو اتهام خطير لو ثبتت صحته  فإن العالم العربي سيشهد مزيد من الانقلابات والثورات في المدى القريب ..

القاهرة ـ علاء لطفي

ما مدى صحة ما يتردد بأن جهات خارجية خططت، ودبرت، ومولت، ودربت مجموعات من نشطاء الانترنت في مصر، والعالم العربي على لإشعال الثورات ، بهدف خلق أنظمة حكم جديدة في المستقبل تكون موالية للولايات المتحدة الأمريكية، وتساهم في تنفيذ مخططات تفتيت العالم العربي!

الثورات في العالم ، تقودها المجموعة الدولية لإدارة الأزمات”ICG، ، ويتبعها مجلس أمناء برئاسة الملياردير اليهودي جورج سوروس، وبريجنسكى مستشار الأمن القومي في إدارة كارتر، وهذه المنظمة هي التي أدارت الثورة البرتقالية في أوكرانيا، والخضراء في إيران، والأرز في لبنان، والياسمين في تونس، واللوتس في مصر، وتهدف هذه الثورات إلى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، ونشر ما أسمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية بـ «سياسة الفوضى الخلاقة»، وتقوم في جوهرها على أن استقرار الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط لا ينبغي أن يحظى بالأولوية الأولى في اهتمامات السياسة الأمريكية بل يجب إشعال الثورات والانتفاضات بين شعوب المنطقة , وبين القوى السياسية والدينية والقبلية بالمنطقة , ولا مانع من أن تؤدى تلك الفوضى إلى حروب أهلية وفوضى لكنها سوف تسفر في النهاية عن بروز أنظمة سياسية ديمقراطية ضعيفة تدين بالولاء لأمريكا، ولتكون إسرائيل وحدها هي القوة الإقليمية العظمى في المنطقة .

هل في تقديرك أن هذه الثورة التي خرج فيها الشعب المصري ثائرا على الفساد، والديكتاتورية، والظلم الاجتماعي، كانت مسبقة التجهيز؟

بالتأكيد، وهم يعترفون بذلك، وهذا الكلام موثق عندي .

ألا تعتقد أنه كانت هناك مطالب مشروعة قادت الشباب والشعب المصري كله للقيام بالثورة؟

طبعا، هناك أسباب أدت إلى ذلك، فقد تم استغلال الفساد، والمظالم التي تتعرض لها الأقليات، فضلا عن استغلال ضعف الأنظمة الحاكمة، والضغط البوليسي على المعارضين، وهناك مناخ مساعد من الداخل على هذه الانتفاضات والثورات، ولو لم يستغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا المناخ يكون قد جانبه الذكاء..!

ما تفسيرك لاشتعال الثورات في العديد من الدول في توقيت متزامن تقريباً ؟

الملاحظ أن الثورات قد اشتعلت فجأة في تونس ومصر، واليمن، والأردن، وغيرها، والهدف المراد تحقيقه هو تشكيل أنظمة جديدة ضعيفة، فنحن الآن مثلا نمر بمرحلة انتقالية ، وهناك خريطة طريق رسمها المجلس العسكري، مثل الاستفتاء على الدستور، ثم الإعلان الدستوري، ثم انتخابات برلمانية، وبعدها انتخابات رئاسية، ولجنة تأسيسية لإعداد دستور جديد للبلاد، الآن تجد ناس تقول لك الدستور أولا، ثم تهديدات بمسيرات مليونية، وقد تجد صراعا على الانتخابات ، وهل ستكون حكومة أغلبية، ومن سيفوز فيها، و لمن ستكون الوزارات السيادية والمهمة، والتأثير القادم للأقباط على المستوى السياسي، وإذا تولى الإخوان كيف ستكون علاقاتهم بإيران وحماس، إذن سندخل دوامة من الصراعات والمشاكل لذلك لابد من خريطة طريق يتفق عليها كل المصريين.

كيف استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية الظروف في منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ مخططاتها؟

لقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إيجاد مناخ من الفقر والجهل والمرض في البلاد المستهدفة لتكون جاهزة للثورة، ويكون ذلك من خلال التحكم في الأنظمة الحاكمة سياسيا واقتصاديا وإرهاقها بالديون، والعمل على رفع سعر الدولار، وتكريس البطالة، ثم تعمل من بعد ذلك على إيجاد مناخ من الاحتقان الطائفي والعرقي، حتى يسهل إشعال نار الفتنة عند حدوث الثورة، ، ثم حديث عن جماعة الإخوان المسلمين، وما يثور حولها من مخاوف تطبيق الحدود ، ثم العمل على تشجيع وتدعيم منظمات حقوق الإنسان التي تقوم بإعداد تقارير تعمل فيها على تضخيم الأحداث، كقضية خالد سعيد، وكذلك اتهام الأنظمة الحاكمة بالقمع والاستبداد، وأخيرا تدريب وتمويل النشطاء السياسيين على كيفية قلب نظام الحكم باستخدام تكنولوجيا الاتصالات، والتدريب على استخدام المظاهرات الشعبية والاعتصام، والمطالبة بتحسين الأوضاع السيئة، كانعدام الديمقراطية، وانتشار الفساد، والصراعات الطائفية، وتسخير آلة إعلامية جبارة لإثارة عامة الناس ثم إشعال شرارة تستغل هذا المناخ المحتقن مثل حادث تفجير كنيسة القديسين أو أحداث كنيسة إمبابة، ثم مطالبات بالتدخل العسكري الأجنبي لحماية الأقليات..

من وجهة نظرك.. هل سينجح مخطط تقسيم العالم العربي؟

هذا الأمر يتوقف على الشعوب والحكومات، فعدونا لن يخمد، ولن يتوقف عن تنفيذ مخططاته ومساعيه، وهو دائما سوف يسعى لتحقيق أهدافه، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المصريون، ولذلك فإنني أقول للشباب: خافوا على الثورة، وأوعوا للتجربة التى تقول إن الثورات تأكل أبناءها، كما حدث في الثورة الفرنسية، والخمينية، فالخمينى بعدما قضى على أتباع شاه إيران، جاء 50 شخصا من مؤيديه معه على نفس الطائرة، وجرى إعدامهم بالكامل بمن فيهم قطب زاده وزير خارجيته، وأول رئيس جمهورية في إيران اسمه أبو الحسن بنى صدر اضطر للهروب إلى فرنسا مرتديا ملابس نسائية، وهو يقيم هناك حتى الآن.

وما أهداف عملية التقسيم؟

الهدف هو إضعاف الدول العربية الكبرى بتفتيتها على هذا النحو، مما يسهل السيطرة عليها اقتصاديا، وسياسياً، وأمنياً، وكذلك إضعاف القلب ( مصر)، وهذا يرتبط بمخطط اسمه شد الأطراف، وهو واحد من بين المخططات الإسرائيلية، ويقوم على افتعال صراعات سياسية، وعسكرية، وحروب بين الدول العربية في أطراف العالم العربي مع الدول غير العربية المجاورة لها، ومن ذلك حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، أو كأن تنشأ حرب بين تركيا، وسوريا، أو بين السودان وإثيوبيا، أو بين السنغال وموريتانيا، وفي تقديري فإن عملية شد الأطراف هذه تهدف على إضعاف قلب العالم العربي وهو مصر، وتعطيل فعالية الدور المصري إقليميا، وشلها كقائدة ورائدة للعالم العربي.

وما المنظمات التى تقوم بهذه المهمة؟

يأتي على رأس هذه المنظمات "هيومان رايتس ووتش"، و"جماعة الأزمة الدولية"، , و"المعهد الدولي لبحوث العولمة"، و"المعهد الديمقراطي الوطني للشئون الدولية"، ثم "فريدم هاوس"، و"فورد فاونديشن"، ومنها ما هو حكومي، ومنها ما هو غير حكومي، فمن المنظمات الحكومية "فاتيك بروجكت"، و"المركز الدولي لبحوث العولمة" ومؤسسة "راند"، بحيث يتم إنشاء الشرق الأوسط الكبير من خلال إشاعة "الفوضى الخلاقة" اعتمادا على استغلال المظالم الحقيقية التي تتعرض لها شعوب المنطقة، وهناك منظمات غير حكومية تدعم مخططات تقسيم العالم العربي بهدف تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.

هل يعني ذلك في رأيك تراجع دور أجهزة المخابرات في العالم لحساب منظمات وجماعات تمارس العزف المنفرد دون أي رقابة أو سلطة؟

أجهزة المخابرات الأمريكية ومعها وزارة الدفاع (البنتاجون) تعمل على تنفيذ عدة مبادرات، تعتمد على وقوع اضطرابات غوغائية شاملة تحت مسمى الحشد أو الزحام (swarmming) من خلال مجموعات شبابية ترتبط بوسائل الكترونية تمارس في فترات الاضطرابات أساليب الكر والفر، أو اضرب واجرى ( hit and run )، والتحرك مثل أسراب النحل في مجموعات بهدف خلق أنظمة حكم جديدة في المستقبل تكون موالية للولايات المتحدة الأمريكية، وتساهم في تنفيذ مخططات تفتيت العالم العربي، وهذه المخططات تم تنفيذها بالفعل من خلال ما أسموه الثورات الملونة في جورجيا، وأوكرانيا، ثم الثورة الفاشلة ضد الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، فضلا عن دعم وتمويل نشطاء الانترنت في العالم العربي، والفرس يطلق عليهم “ المنشقون الإلكترونيون” cyber dissidents، والتى يديرها الإسرائيلى ديفيد كيس، وهو المساعد السابق للسفير الأمريكى في الولايات المتحدة، بالتعاون مع الإسرائيلى المعروف ناتان شرانسكي.
ولمن لا يعرف، فإن هناك مبادرة أمريكية لدعم نشطاء الانترنت، وتسمى أصوات عالمية ،"global voices" وتمولها "مؤسسة راند" وبعض المنظمات اليهودية الأخرى، وقد نظمت هذه المبادرة ندوة يوم 8 يناير من عام 2009 وترأسها قائد المنطقة المركزية الأمريكية الوسطى جنرال ديفيد بترويس وكبار معاونيه من مسئولي المخابرات الأمريكية، لبحث كيفية قيام نشطاء الانترنت لتحقيق أهداف الولايات المتحدة باستخدام حلول غير عسكرية، وأوصت الندوة بتقديم المزيد من الدعم للمدونين، ونشطاء الانترنت العرب والإيرانيين، ثم اصدر بعدها الكونجرس الأمريكي قانون ضحايا الرقابة الإيرانية.

هل من مخرج في تقديرك ؟

الحل يكمن في التوعية بهذه المخططات، وأسلوب تنفيذها، كذلك من الضروري إعلاء قيم المواطنة، والولاء، والانتماء، والعيش المشترك، والمساواة الكاملة بين المواطنين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق