الأحد، 27 نوفمبر 2011

إستراتيجية صهيونية لتمزيق الوطن العربي من المحيط إلي الخليج


إستراتيجية صهيونية لتمزيق الوطن العربي من المحيط إلي الخليج


مع ظهور سياسات الهيمنة والاطماع الاستعمارية عرف العالم استراتيجيات السيطرة علي الشعوب لاخضاعها ونهب ثرواتها. اشهر اداوت تحقيق هذه الاهداف الشريرة كانت وماتزال هي تقسيم الدول وتفتيت الشعوب لتفقد قوتها وتستسلم امام محاولات الهيمنة الاجنبية. هكذا، ظهرت اساليب عديدة لتحقيق هذا الغرض اشهرها سياسة فرق تسد وهو تعبير لاتيني 
divide a impera وتعني تمزيق قوة الخصم الكبيرة وحرمانه من الوحدة الوطنية. هذه السياسة مارسها الصوماليون والاغريق لتحييد اعدائهم. ومنذ نشأة الاستعمار في سبعينيات القرن التاسع عشر انتشرت سياسة التقسيم في كل مكان. حيث اتاحت للاستعمار استعباد الشعوب والاستيلاء علي اراضيهم وثرواتهم بعد انهاك قواهم العسكرية والاقتصادية من خلال اثارة الفتن الطائفية والعرقية والتحريض علي العنصرية واشعال الحروب الاهلية. ان هذا هو المنطق الذي انتهجته الولايات المتحدة الامريكية لاحتلال العراق حيث اشعلت الصراعات الطائفية وعملت علي التقسيم الفعلي للبلاد. ولاشك ان المنطقة العربية الممتدة من المحيط الي الخليج تتعرض منذ عشرات السنين لمخطط مشبوه يستهدف تقسيم بلدانها الي دويلات صغيرة علي اسس دينية او عرقية او قبلية. ويتردد ان صاحب هذه السياسة الاستعمارية في المنطقة العربية هو السياسي البريطاني الشهير وينستون تشرشل الاب الروحي لاتفاقية »سايكس بيكو« التي قسمت الامة العربية بين الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي. وما تشهده المنطقة العربية الان، خاصة بعد انفصال جنوب السودان عن شماله، يفجر مخاوف حقيقية من ان تكون مؤامرة تقسيم العالم العربي قد دخلت بالفعل مرحلة التنفيذ. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الان هو هل استوعبت الشعوب العربية دروس التاريخ وادركت حجم المخطط الصهيوني الامريكي لتفتيتها وتمزيقها الي شظايا؟ 
السطور التالية مجرد محاولة للاجابة علي هذا السؤال الكبير والخطير!!


مصر العقبة الگبري في مواجهة مخطط تقسيم الشرق الأوسط


هل تمتد مؤامرة التقسيم الي مصر؟ سؤال يطرح نفسه بقوة بعد ان بدأت بذور التفتيت التي زرعتها القوة الاستعمارية في المنطقة العربية منذ اكثر من نصف قرن تؤتي ثمارها باستسلام السودان »لسكين التقسيم« وانفصال الجنوب. فموقع مصر الاستراتيجي الذي يربط آسيا بأفريقيا، وشرق العرب بمغربهم يجعلها حجر زاوية لكلّ من أراد الهيمنة علي المنطقة. لهذا السبب لم تغب مصر ابداً عن مخططات التقسيم .وفي مقال، نشرته صحيفة »جلاسجو هيرالد« الاسكتلندية حذر أحد الباحثين، المهتمين بشئون الشرق الأوسط مصر، من مؤامرة بعيدة المدي نسجت خيوطها وكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع الأمريكية، تهدف إلي حصار مصر ثم التهامها عسكريًا بحلول عام ٥201. وأكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك عام 2007 انه شاهد منذ حوالي 20 سنة خريطة لمصر تقسمها الي قري مسيحية في الصعيد واخري مسلمة في الدلتا ملونة بالاخضر والازرق . وفي عام 1974 وتحت عنوان »استراتيجية اسرائيل« وضع عوديد ينون مدير مكتب مناحيم بيجن آنذاك مشروعاً يهدف لاحتلال سيناء والسويس وبورسعيد والإسماعيلية ثم تقسيم مصر الي 3 دويلات: دويلة مسلمة تمتد من شرق الدلتا الي المنيا وعاصمتها القاهرة ودويلة مسيحية من غرب الدلتا الي مطروح ووادي النطرون وعاصمتها الإسكندرية، ودولة نوبية تمتد من أسيوط جنوباَ الي جزء من شمال السودان. المحاور التي قامت عليها هذه المخططات اعتمدت علي إذكاء نيران الفتنة الطائفية وفتح ملف الأقليات واستغلال طموحات مختلف المناطق للدفع نحو فتح ملف التقسيم!! الملف الطائفي كان هو »اللغم« الذي حرصت القوي الاستعمارية علي زرعه في الاراضي المصرية. ورغم روح ثورة 25 يناير وماشهدته من تكاتف بين مسلمي ومسيحي مصر إلا ان محاولات النفخ في الرماد ظلت مستمرة وستظل كذلك طبقاً لمقال صحيفة »جلاسجو« الذي أكد ان واشنطن تسعي منذ فترة إلي افتعال أزمات دينية وعرقية داخل مصر تؤدي إلي انقسام الشعب. وتمثل سيناء أحد المحاور المهمة لهذه هذه المخططات فهي كانت ولاتزال مطمعاً لاسرئيل بماتحتويه من موارد طبيعية ومن احتياطي بترول ففي عام 2007 طالب أحد السياسيين اليهود ويدعي أوبديا شوهير، في مقال بعنوان »حرب وقائية« بإلغاء معاهدة السلام مع مصر، وإعادة احتلال سيناء التزاماً بما جاء في التوراة عن أرض الميعاد المزعومة التي تمتد من النيل للفرات. وفي ظل ما تمر به مصر الان من حالة ثورية هي مخاض للحرية و الديمقراطية تحولت سيناء الي قنبلة موقوتة. فالي جانب ما تشهده من تفجيرات لخط انابيب الغاز انتشرت أعمال البلطجة المشبوهة وازدهرت تجارة السلاح والتهريب عبر الحدود. لكن رغم الاصابع الخفية لا يزال أبناء سيناء يتمسكون بوطنهم وولائهم لوحدة التراب المصري. محور آخر تلعب عليه القوي الخارجية هو أهل النوبة وما يشاع حول رغبة النوبيين في الاستقلال عن السيادة المصرية والانضمام للنوبيين في السودان ضمن كيان موحد هو دولة النوبة. إن النوبيين بهويتهم المصرية كان بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها كل محاولات فصل النوبة عن الوطن الام في مصر. في كل الاحوال يؤكد التاريخ نسيج غير قابل للتمزق وقادر علي إحباط أي مؤمرات خارجية تعبث بأمن الوطن واستقراره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق