الأحد، 20 نوفمبر 2011

لا لتسييس المنابر الدينيه


القضية ساخنه ومطروحه على طول الساحة العربيه وعرضها ,والذين ينادون بحرية عرض الاراء السياسيه من فوق منابر المساجد خاصة فى خطب الجمعه يقدمون منطقا متسلسلا مفرداته على النحو التالى :
كان هذا هو دور المنبر فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وفى عهد الخلفاء الراشدين وفى عهد من تلاهم من الخلفاء
ــ من الصعب ان لم يكن من المستحيل فصل امور السياسه عن الدين ,او منع علماء الدين من اعلان الرأى الشرعى فى القرارات السياسيه 
ــ حرية الرأى لا تتجزأ داخل المسجد او خارجه وحرية التعبير أيضا لا تتجزأ خارج اطار السياسه او داخله
ــان أحدا لا يقبل الاذدواجيه فى القاء الأحكام المتناقضه فى نفس الواقعه فليس من المعقول او المقبول ان يكون الامام على المنبر محل ترحيب واحتفال وقبول اذا ناصر الحاكم وأيده بالأدله الشرعيه وأعلن مساندته له بالأسانيد الفقهيه ,
ثم يصبح نفس الامام محل استنكار ونقد ولوم وهجوم ,وايقاف ومنع اذا تعارض رأيه مع رأى الحاكم وتناقضت أسانيده مع قراراته واختلفت أدلته وبراهينه مع قرارات القيادة السياسيه 
التسلسل هنا منطقى والحجه تبدو فى ظاهرها متماسكه ومنطقيه 


ونبدأ من حيث انتهى الرأى الاخر ونسلم معهم بالديمقراطيه ونسألهم عن حرية التعبير عن الراى ,
هل هى مقصورة على الامام ..او انها لا تتجزأ وتشمل الامام والمأموم معا ؟؟
ثم نسألهم عن حقوق الانسان هل هى قابله للتجزئه ؟ وهل احتجاجنا على انتهاك ما نتصور انه حق الامام يبرر لنا انتهاك حق المأمومين ؟؟
ما يحدث لمن هيأ وجدانه وطهر بدنه وذهب الى المسجد خاشعا لسماع ما لا يمكن الاختلاف عليه وهو قول الرحمن وحديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وتفسير القرآن الكريم وأركان الدين وأحكام الاسلام 
فاذ به يسمع حديثا سياسيا يستحيل أن يكون محل اتفاق او اجماع فالمسلمون يجتمعون فى الدين ويتفرقون فى السياسه 
ومن الممكن أن يرى الامام رايا سياسيا ويرى المأموم رايا سياسيا آخر مختلف معه على طول الخط دون ان ينقص ذلك من دينه او تدينه ..فماذا يكون موقفه فى تلك الحاله ؟
هل يصمت ؟؟واذا صمت هل من المقبول أن تبدل خطبة المنبر راحته غضبا وسلامه النفسى ثوره ؟؟
وهل من حقه اذا استبد به الغضب أن يعترض على الامام او يطالبه بالرجوع الى الحق أو بالنزول عن المنبر ؟
أو يأخذ الأمر من قصيره ويخرج تاركا المسجد للامام يصول فيه ويجول ويصيب ويخطئ وكلاهما وارد
قد ير أحد قائلا بأن من حق المعترض على الامام ان يقف ويعلن اعتراضه مستندا فى هذا الى ما حدث عند اعتراض امرأه على عمر رضى الله عنه فى شأن المهورواعتراض احد المسلمين عليه فى طول ثوبه 
ومثل هذا الرد نرد عليه بسؤال بسيط ..عن أعراف عصرنا التى تأبى ذلك كل الاباء,, عن شكل الخطبه المنبريه 
عن ظهور رأى ثالث خطأ هذا أو ذاك
نطرح ايضا سؤال قد يخرجنا من اطار الجد الى اطار الأسى والفزع !! 
هل يمكن ان نتصور ان الخلاف السياسى داخل المسجد يمكن حله بانشاء منابر للمعارضين ؟؟ او بتداول الوقوف على المنبر لاصحاب الآراء المختلفه اسبوعا بعد اسبوع مادام لكل منهم أدلته الشرعيه وأسانيده الفقهيه 
فيصبح ذلك المسجد متخصصا فى التأييد وذاك متخصصا فى التنديد !! فذلك كله عبث لا يليق بديننا العظيم 
ثم هناك ما هو أخطر وأهم ...
من قال ان الامام فى عرضه لرايه السياسى يعبر عن رأى الدين ؟؟لا أحد يملك ان يدعى هذا او يؤكده واقصى ما يقال هو ان الامام يعبر عن اجتهاده الشخصى وقد يتفق هذا الاجتهاد مع صحيح الدين وقد يخالفه 
فاذا خالفه وهذا وارد أفلا يحق لنا ان ندعو الى تجنب ذلك من الاصل وتقتصر خطبة المسجد على ما يتفق عليه الجميع وهى قيم الدين وأسسه واركانه وأصوله وفروعه وثوابه وعقابه 
فأى ديمقراطيه تفرض على الجالس رايا لا يراه ولا يملك ان يخرج عليه وتلزمه باحترام اجبارى ليس لراى الامام على المنبر لكن لمكان يستحب فيه الخشوع والخضوع والسماع والاستيعاب والصمت والتسليم ..
الامر سيكون اسمع ولا ترد ,التزم ولا تناقش وهذا يكون جيدا لوحدث فى امور الدين لكن الكارثه انه يحدث فى امور السياسه والحكم وهى امور يصبح الساكت فيها عن الحق شيطان أخرس 
والامثــله واضحه 
وأى مثال اوضح من بعض رجال الدين فى قضية الخليج التى لا يعتقد كاتب هذه السطور انها احد القضايا النادره التى كان فيها الحق واضحا والباطل اوضح !!
ألم يجتمع بعض علماء المسلمين فى جده لمناصرة تحرير الكويت والحكم على صدام حسين بالبغى والدعوه للجهاد ضده 
وكان البعض الآخر من العلماء فى العراق يناصرو صدام ويرفعوا راياتهويدافعوا عنه ويهاجموا اعدائه 
هولاء واولئك لم يختلفوا فى امور الدين ولن يبتعدوا اذا قصروا اجتهادهم على امور الدين واعلاء شأنه فى نفوس المسلمين لكنهم تصارعوا واختلفوا وتنافروا حين دخلوا الى ساحة السياسه 
والتاريخ ذو شجون 
فالمسلمون قد تنازعو واسالوا دما بعضهم 
بدأ الخلاف والدماء سالت واسيوف استطالت والاعناق ضربت حين دخلت السياسه من باب الدين 
واصبحت هذه الايام السوداء فتنه وصفها المسلمون فى ما بعد بالفتنه الكبرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق